قوله : «المماسة بالنقطة إنّما تكون في الآن (١) ولا وجود له بالفعل».
قلنا : البحث في كون الزمان غير مركب من الآنات كالبحث في أنّ الجسم غير مركب من الجواهر الأفراد ، فكيف تندفع حجّة الخصم بذلك مع أنّه نفس المتنازع؟
سلّمنا أنّ الآن لا وجود بالفعل ، فهل ينبغي المماسة بانتقاله فعلا أم لا؟ فإن قلتم بالأوّل لزم المكابرة الصريحة في المماسة وغيرها ممّا وجوده آني وهو جميع الماهيات القارة من الأجسام والأعراض والمجردات. وإن لم ينتف بل كانت ثابتة بالفعل يثبت وجود النقطة ، فإذا زالت المماسة حين حصلت أخرى عقيبها لزم تتالي النقط.
قوله : «هذه المسألة لا تتحقق مسلّمة إلى آخر جوابه».
ضعيف ؛ لأنّا إذا فرضنا آنا تكون الكرة فيه ملاقية للسطح على نقطة واحدة ثمّ زالت الملاقاة عن تلك النقطة ، فقد حدث أمران :
أ. زوال الملاقاة.
ب. حصول اللاملاقاة (٢).
فأمّا زوال الملاقاة ، فهو حركة لا بداية له يكون هو فيه حاصلا. وأمّا حصول اللاملاقاة (٣) ، فهو آني الوجود ويستمر في جميع الزمان الذي بعده ، فاللاملاقاة (٤) لها بداية هي حاصلة فيها ، فنقول : الآن الذي حصلت فيه اللاملاقاة إمّا أن يكون هو الآن الذي حصلت فيه الملاقاة أو غير ذلك الآن. والأوّل باطل ، وإلّا لكانت الكرة في الآن الواحد بالنقطة الواحدة ملاقية للسطح وغير ملاقية له ، وهو محال. وإن كان غير ذلك الآن ، فإمّا أن يكون بين آن الملاقاة
__________________
(١) ق : «بالآن».
(٢) و (٣) و (٤) «الملاقاة» في المباحث المشرقية ٢ : ٤٠ ـ ٤١.