الحبل الذي فيه الدلو ، فإنّ الدلو يصعد من أسفل البئر ، فيكون قد تحرك مائة ذراع حال ما تحرك الكلّاب خمسين ذراعا ، فيلزم أن يطفر الدلو جزءا ويتحرك جزءا حتى تنتهي الحركتان معا.
الوجه الثاني : إذا فتحنا كوّة (١) في بيت طوله ألف ذراع ، ثمّ أشرقت الشمس عليه ، فإنّها في حال فتح الكوّة تشرق الشمس على آخره ، ومن الممتنع أن يتحرك الشعاع في تلك اللحظة هذه المسافة بأسرها. وكذا إذا سددنا الكوة خرج الضوء في تلك اللحظة ، فوجب القول بالطفر ، وإلّا لوجب أن يغيب بعد زمان.
الوجه الثالث : الدائرة القريبة من القطب إذا تحركت جزءا تحركت المنطقة أكثر من جزء ، وإلّا تساوى المداران ، هذا خلف ، فيلزم الطفرة.
الوجه الرابع : الشمس حال طلوعها يبلغ ضوؤها أقصى نصف الأرض ، ومعلوم أنّه لا يتحرك الضوء في تلك اللحظة هذه المسافة البعيدة ، فلا بدّ من الطفرة.
الوجه الخامس : إنّ أحدنا يرفع طرفه إلى السماء فنراها في الحال ، وليس ذلك إلّا لأنّ شعاعه يطفر.
الوجه السادس : لو غرزنا خشبتين في الأرض إحداهما ذراعان والأخرى ذراع لكان إذا تقاصر الظل من الأولى ذراعا أن يتقاصر من الثاني نصف ذراع وإلّا لم يبق للثانية ظل ، وإنّما يكونان كذلك بأن يطفر في الخشبة الأولى ويقطع الثانية ، وإذا قطعت في إحداهما جزءا يقطع في الأخرى نصف جزء. وهذه الشبهة في نفي الجزء أقوى.
الوجه السابع : راكب السفينة ، وطولها عشرون ذراعا ، إذا قعد في آخرها
__________________
(١) الكوّة (بفتح الكاف وضمها) : الخرق في الحائط.