الوجه الثالث : ما يتعلق بالمسامتات
وهو وجوه :
الأوّل (١) : لو كان الجزء ثابتا لأمكننا أن نركّب منه صفحة متصلة الأجزاء ثمّ يقابل بها وجه الشمس فيضيء الوجه المحاذي منها لوجه الشمس ويبقى الآخر مظلما ، فلا بدّ وأن يكون الوجه المضيء مغايرا لغير المضيء ، وذلك يوجب الانقسام.
الثاني (٢) : إذا طلعت الشمس حتى أضاء الأفق ونصب عليه مقياس يقع له ظل ؛ لأنّه يستر موضع ظله عن شعاع الشمس ، ثمّ كلما ارتفعت الشمس انتقص الظل ، فإذا كان كلما ازدادت الشمس ارتفاعا ازداد الظل انتقاصا إلى أن تصل الشمس على سمت رأس المقياس فيعدم الظل بالكلّية ، وجب التناسب بين زيادة الارتفاع ونقصان الظل. فنقول : إذا ارتفعت الشمس جزءا فإمّا أن ينتقص من الظل شيء أو لا ، فإن لم ينتقص بطل التناسب المفروض ثبوته ، هذا خلف. وأيضا فلتفرض الشمس ارتفعت جزءا آخر فإن لم ينتقص من الظل شيء وهكذا إلى أن تسامت الشمس رأس المقياس ويكون الظل باقيا بحاله ، وهو معلوم البطلان بالضرورة.
ولأنّ الخط المرتسم فيما بين الشمس وطرف الظل إذا تحرك الطرف المتصل فيه (٣) بالشمس دون الطرف المتصل بالظل ، حدث لذلك الخط الذي هو الظل
__________________
(١) راجع الفصل الرابع من المقالة الثالثة من السماع الطبيعي من الشفاء ؛ المطالب العالية ٦ : ٩٢ ؛ المباحث المشرقية ٢ : ٢٤ ؛ شرح المواقف ٧ : ٢١.
(٢) راجع المطالب العالية ٦ : ١٠٢.
(٣) في المباحث المشرقية ٢ : ٢٤ : «منه».