رأسان أحدهما كان حاصلا مع الشمس قبل حركتها وثانيهما الذي يحصل بعد حركتها ، وهو محال ؛ لأنّه يوجب مساواة الزائد للناقص ، وإن كان الظل يتحرك في النقصان جزءا تساوى المداران ، وهو معلوم البطلان ، وإن تحرك أقل من جزء لزم الانقسام.
والمتكلّمون يلتزمون سكون الظل في بعض أزمنة حركة الشمس. والشناعة التي تلزمهم باعتبار تفكك الرحا وإن لم تحصل هنا ، لكن لا ينفكون هنا من الشناعة أيضا ، وهو عدم وقوع الشعاع على الكثيف القابل له من المقابل مع عدم الحجاب ، وهو معلوم الاستحالة.
الثالث (١) : الجسم قد يكون ظله في وقت من السنة مثليه فيكون مثله في الظل ظل نصفه ، فإذا فرضنا عرض الجسم جزءا لزم انقسامه ، وهو المطلوب.
الرابع (٢) : لنفرض خطا مؤلفا من أجزاء ثلاثة ، ثمّ وضعنا على أوّل طرفيه جزءا ، ثمّ تحرك الخط حتى دخل الأوّل مكانا جديدا والأوسط مكان الأوّل والآخر مكان الوسط ، فعند حركة الأوّل إلى المكان الجديد نفرض حركة الجزء الذي فوقه إلى سمت حركته ، فإمّا أن يتحرك إلى المكان الجديد ، وهو محال ؛ لأنّه حينئذ لم يتحرك عن الأوّل ، بل بقي ملاقيا له كما كان ، وإنّما تحرك الجزء الأوّل وتحرك هو بالعرض ، ولو كان ساكنا لكانت حركته كذلك ، فيجب أن يفرق بين سكونه وحركته ، فحينئذ يكون قد تحرك إلى مكان ملاق للمكان الجديد ، فتكون حركته أسرع من حركة الأوّل ، لأنّه في ذلك الزمان قطع جزءين فيكون زمان حركة الأوّل منقسما ، فكانت تلك الحركة منقسمة ؛ لأنّ الواقع منها في أحد نصفي ذلك الزمان غير الواقع منها في النصف الثاني ، ولمّا كانت الحركة منقسمة كان الجزء الذي
__________________
(١) راجع المطالب العالية ٦ : ١١٩ ؛ المباحث المشرقية ٢ : ٣٠.
(٢) المصدر نفسه : ٢٩ ؛ المطالب العالية ٦ : ١٠٩.