تحرك عنه الأوّل منقسما والذي تحرك إليه أيضا منقسما ؛ لأنّ الذي وقع فيه أحد نصفي الحركة غير الذي وقع فيه النصف الآخر ويكون في نصف ذلك الزمان وبنصف تلك الحركة قد خرج نصفه من الجزء الذي كان فيه ودخل في الجزء الجديد ، فيكون الجزء منقسما وتكون المسافة منقسمة أبدا.
وكذا البحث في حركة ساكن السفينة بنفسه وبحركتها ، وحركة النملة على الرحا بنفسها وبحركة الرحا. وبالجملة كلّ متحرك بالذات والعرض.
الخامس (١) : وليكن الخط المفروض بحاله ، ولكن عند ما تحرك الخط إلى جانب تحرك الجزء الذي فوق طرفه إلى خلاف ذلك الجانب ، فإذا انتقل عن الأوّل فإن صار ملاقيا للوسط ، فهو محال ؛ لأنّ الوسط قد دخل في مكان الأوّل ، فلو قلنا الجزء الذي كان فوق الأوّل وتحرك عنه إنّما يتحرك إلى الوسط مع أنّ الوسط حصل في مكان الأوّل ، فذلك الجزء الفوقاني لم يتحرك عن الأوّل ، مع أنّا قد فرضناه متحركا عنه ، هذا خلف. فبقي أن يقال : إنّه يتحرك عن الجزء الذي كان فيه إلى الجزء الذي يليه ، وهو الذي فوق الآخر بعد حركة الخط على الوجه المفروض. فإذن الجزء الفوقاني بلغ الثالث في الزمان الذي قطع ما تحته جزءا واحدا ، فينقسم الزمان ويعود المذكور.
السادس (٢) : البئر التي جعل في منتصفها خشبة وجذب الحبل الفوقاني السفلاني صعد الأسفل جميع البئر والأعلى نصفها ، فتكون حركته نصف حركة الأسفل ، فإذا تحرك الأسفل جزءا تحرك الأعلى نصفه ، وإذا تحرك الأعلى جزءا في جزء من (٣) الزمان يكون الأسفل قد تحرك ذلك الجزء في نصف ذلك الزمان ،
__________________
(١) المصدر نفسه : ١١٠.
(٢) المصدر نفسه : ١١١.
(٣) ق : «من جزء» بدل «في جزء من».