ولا في اقتضاء الانقسام وعدمه.
احتج أبو علي بوجهين :
الأوّل : الخط المركب من أربعة إذا وضع على طرفيه جزءان فلو صحّ وضع جزء على حدّ لا يلاقي واحدا من الطرفين حتى يكون على موضع الاتصال من الجزءين ، أوجب أنّ الخلل الحاصل بين الطرفين يصغر عن الجزء ، وقد بيّنا أنّه أصغر المقادير.
الثاني : لو وقع على موضع الوصل منهما لكان الاعتماد الذي فيه لا يكون بأن يولّد كونا يصير به آخذا قسطا من هذا الجوهر أولى من قسط وكذلك في الجوهر الآخر ، لأنّه لا مخصص يخصصه ببعض دون بعض ، وذلك يقتضي صحّة وجود أكوان متضادة في ذلك المحل ، أو أن يصير هذا الجزء آخذا لجميع الجوهرين.
وقد اعترض على أبي علي بوجوه :
الوجه الأوّل : قوله (١) يؤدي إلى قسمة الجزء ، لأنّه يصير ملاقيا لأحد الجزءين بقسط والآخر بآخر.
الوجه الثاني : يقتضي أن يحصل في الجوهر الواحد كونان متضادان ، لأنّه يوجد فيه كون يصير به آخذا قسطا من هذا الجزء ، وكون مضاد له يأخذ به قسطا آخر من الجزء الآخر.
الوجه الثالث : يلزم كون الجوهر الواحد في مكانين.
وله أن يجيب عن الأوّل : بأنّه ليس وقوعه على موضع الاتصال من الجزءين بأعظم من صحّة ملاقاته لستة أمثاله ، فإذا جاز هذا ولم يقتض تجزئته ، فكذا هنا.
وعن الثاني : بأنّ المحاذاة إذا كانت واحدة فلا تضاد في الكون وإن تغاير.
__________________
(١) في هامش نسخة ج : «هذا وجه الاعتراض لا قول أبي علي».