البحث الثالث
في حجج مثبتي المادّة (١) وفسخها
احتج الرئيس وغيره على إثبات المادة وتركب الجسم منها ومن الصورة
__________________
(١) المادّة (Matter) ، أصلها «مدد» وهي في كتب اللغة على معنيين : ١ ـ الامداد والإعانة ؛ ـ ٢ ـ الامتداد والزيادة المتصلة. لسان العرب ، مادة مدد.
وتطلق في مصطلحات العلوم على معاني :
١. في المنطق : مواد القياس ، وهي قضايا يتشكل القياس منها مثل : اليقينيّات ، المظنونات ، المشهورات و... ، وتطلق أيضا على النسبة الواقعة في نفس الأمر بين الموضوع والمحمول ، وهي تنحصر في الوجوب والإمكان والامتناع. وتطلق أيضا على الحدود (الموضوع والمحمول) التي تتألف منها القضية.
٢. في الفيزياء : أجسام أو مجموعة من ذرّات الطاقة ذات جرم وجذب ودفع واصطكاك ، قابلة للتبدّل إلى الطاقة.
٣. في الفلسفة : (في الاصطلاح الأرسطي) هي العناصر غير المعينة التي يمكن أن يتألف منها الشيء. وهي المعنى المقابل للصورة. وهي كما قيل إمكان محض ، أو قوة مطلقة ، لا تنتقل إلى الفعل إلّا بقيام الصورة فيها.
ولا ريب في أنّ الموجودات الماديّة تتبدّل إلى موجودات ماديّة أخرى ، فتتجدّد لها آثار خاصّة. فالمتبدّل منه يسمّى بالقياس إلى المتبدل إليه مادّة وهيولى ، وإذا كان المتبدل منه نفسه متبدلا من موجود آخر كان الموجود الأسبق مادّة بالنسبة إلى السابق ، وهكذا إلى أن ينتهي إلى ما لم يتبدّل من موجود آخر ، فيسمّى بالهيولى الأولى ومادّة الموادّ. راجع : الطباطبائي ، نهاية الحكمة : ٩٨ ـ ٩٩ ، وتعليقة الأستاذ مصباح اليزدي : ١٣٨ ؛ جميل صليبا ، المعجم ـ