غيرها من الذوات ، لكن إنّما توجد بالفعل بواسطة الصورة ، كما يوجد المعلول بواسطة علّته وكما يوجد المشروط بوجود شرطه ، وأنّ لها وجودا عينيّا متحقّقا يتصف به عند اتصافها بالصورة فهو مسلّم ، لكن ذلك لا يخرجها عن كونها بالفعل ، وإلّا لخرجت جميع المعلولات عن الوجود الفعلي.
ومسلّم أنّه المبدأ لكونها بالقوة ذاتها ولكونها بالفعل صورتها ، لكن ذلك غير مفيد لكم ، فإنّ المبدأ لكون المعلول بالقوة ذاته ولكونه بالفعل صورته.
ونمنع افتقار الاستعداد في النفس إلى سبب زائد على ذات النفس هو البدن وعلاقته ، فإنّ النفس لذاتها قابلة ، وإلّا لامتنع أن تقبل بواسطة الغير ، فإنّ الذات إذا لم تكن قابلة لشيء يمتنع أن يحصل لها القبول له بواسطة شيء ما من الأشياء ، لأنّ مقتضى الذات لا يعدم إلّا بعدم الذات.
والقبول والفعل ليسا أثرين بل الأثر هو الفعل خاصة ، أمّا القبول فلا ، وإلّا لزم التسلسل.
الوجه الرابع : أنّ الكون والفساد على الفلك محال ، فلا يمكن أن يتغير الفلك في مقداره وشكله وصورته وموضعه ، فالجسمية التي للفلك المعيّن يلزمها شكل ذلك الفلك بعينه ومقداره بعينه. فسبب هذا اللزوم ليس مفهوم الجسمية ، وإلّا لكان كلّ جسم كذلك ؛ لاشتراك الأجسام بأسرها في الجسمية ، هذا خلف. فإن كان لأمر زائد وراء الجسمية ، فإمّا أن يكون ذلك الأمر حالا في تلك الجسمية ، أو تلك الجسمية حالّة فيه ، أو لما لا يكون حالا فيها ولا محلا لها.
والأوّل باطل ؛ لأنّ ذلك الحال إن كان ليس لازما لتلك الجسمية لم يكن الشكل اللازم بسبب تلك الجسمية لازما وقد فرض لازما ، هذا خلف.
وإن كان لازما لتلك الجسمية عاد التقسيم في سبب لزومه وكيفيته ، فإمّا أن يتسلسل أو ينتهي إلى ما يلزم الجسمية لنفس الجسمية ويعود المحال من