مع دوام اتصافه بها ، فلم لا يجوز أن تكون الهيولى إذا اتصفت بالجسمية فهي وإن كانت غير واجبة الحصول في حيز بعينه ، لكنّها تحصل في أحد الأحياز؟
لأنّا نقول : كلّ صورة نوعية مسبوقة بأخرى معدّة للهيولى في قبول اللاحقة ، والهيولى الخالية عن الصور ليست كذلك ، فافترقا.
والاعتراض : لم لا يجوز أن تكون ذات وضع؟ ولا نسلّم منافاته للحكم المذكور ، فإنّه ليس يجب انحصار ذي الوضع في الجسم ، فإنّ من الجائز أن تكون الهيولى في صورة غير جسمانية تقتضي للهيولى أولويّة الاختصاص بموضع دون موضع.
سلمنا ، لكن لم لا يجوز أن تكون نقطة؟
قوله : إذا وصل إليها طرفا خطين إن لاقتهما بالأسر وجب أن يكون لكلّ منهما طرف غير الطرفين.
قلنا : ينتقض بالخطين المتلاقيين بنقطتيهما ، فانّهما يتحدان عندكم ويكون طرف كلّ واحد من الخطين مباينا لطرف الخط الآخر ، فيجب مع القول باتحاده وجود طرف آخر غير الأوّل ، وهو محال.
وأيضا عند وصول طرفي الخطين إليها وتداخلها بأسرها لا يصير طرفا الخطين متباينين عن خطيهما ، بل تصير تلك الهيولى حالّة في الخطين حتى لا يلزم المحال الذي ذكرتموه.
لا يقال : لمّا جاز على تلك النقطة أن تستقل بذاتها جاز أيضا على سائر النقط ذلك ، فجاز على كلّ واحد من طرفي الخط أن يصير مباينا عن ذلك الخط.
لأنّا نقول : هذا إنّما يلزم لو تساوت النقط في الماهية ، وهو ممنوع.
سلمنا ، فلم لا يجوز أن تكون غير مشار إليه؟ فإذا خلق الله تعالى الجسمية