الفصل الرابع
في أحكام الأجسام وعوارضها
وإذ قد فرغنا بعون الله من البحث عن ماهية الأجسام والنظر في مقوماتها فلننتقل إلى البحث عن عوارضها ، وفيه مباحث :
البحث الأوّل
انّ الجواهر متماثلة (١)
اختلف الناس في أنّ الأجسام هل هي متماثلة أم لا؟ فالمعتزلة (٢)
__________________
(١) أي متحدة الحقيقة وكون الاختلاف بالعوارض. قال الشيخ المفيد : «أقول : إنّ الجواهر كلّها متجانسة ، وإنّما تختلف بما يختلف في نفسه من الأعراض ، وعلى هذا القول جمهور الموحّدين» ، أوائل المقالات : ٩٥. قال الرازي : «اعلم : أنّ هذه المسألة أصل عظيم في تقرير الأصول الإسلامية. وذلك لأنّ بهذا الطريق يمكن الاستدلال على وجود الإله الفاعل والمختار. وبه أيضا يمكن إثبات معجزات الأنبياء. وبه أيضا يمكن إثبات الحشر والنشر والقيامة» ، المطالب العالية ٦ : ١٨٩.
وقال التفتازاني : «هذا أصل يبتني عليه كثير من قواعد الإسلام ...» ، شرح المقاصد ٣ : ٨٣.
(٢) راجع المحيط بالتكليف : ١٩٩ (الفصل الثاني من السفر الخامس) ؛ التوحيد للنيسابوري المعتزلي : ٤٢ (في إثبات أنّ الصوت ليس جسما) ؛ مذاهب الإسلاميين ١ : ٣٠٢ (في آراء الجبائي).