قوله : «لم قلتم بوجود التعين؟». (١)
قلنا : التعين جزء من المتعين والمتعين من حيث هو ذلك المتعين ثبوتي وجزء الثبوتي ثبوتي ، فالتعين ثبوتي.
والتعيّن (٢) يتعيّن لذاته ، فينقطع التسلسل.
ولقائل أن يقول : إن كان المراد من هذا الكلام أنّ ماهية مطلق التعيّن هو نفس تعيّن هذا المعيّن ، فهو باطل ؛ لأنّ هذا التعيّن شارك سائر التعيّنات في كونه تعيّنا وخالفها في خصوصية تلك التعيّنات ، وما به الاشتراك غير ما به الامتياز. وإن عنيتم به أنّ ماهية مطلق التعيّن غير وشخصية هذا التعيّن غير ، تعيّن التعيّن مغايرا له وتسلسل.
قوله : «يتوقف انضمام التشخص إلى الحقيقة على وجودها في الخارج». (٣)
قلنا : إذا عقل أن (٤) يتوقف اتصاف الحقائق بوجودها ولوازمها على وجودها الخارجي ، فليعقل هنا كذلك.
ولقائل أن يقول : الإشكال المذكور متوجه أيضا في الأمثلة المذكورة.
قوله : «لو لزمت الكثرة ممّا قلتموه لزمت الكثرة من مشاركة الواجب الواحد الممكن في أصل الوجود وامتيازه عنه بالحقيقة». (٥)
قلنا : وجود الباري تعالى زائد على حقيقته عندنا ولا تركيب في حقيقته فلا تكون حقيقته ممكنة وهي مقتضية لوجودها ، فلا يلزم الإمكان. والأجسام
__________________
(١) راجع ص ١٠٣.
(٢) جواب لقوله : «يلزم أن يكون للتعين تعين آخر إلى غير النهاية».
(٣) ويتوقف وجودها في الخارج على انضمام التشخص إليه فيلزم الدور». راجع ص ١٠٣.
(٤) نهاية العقول : «أن لا».
(٥) راجع ص ١٠٤.