المسألة الثالثة
في إبطال شبه (١) الفلاسفة
اعلم أنّ الفلاسفة ذهبوا إلى أنّ العالم قديم ، واحتجوا عليه بوجوه :
الأوّل : العالم إن كان واجبا لذاته كان قديما ، وإن كان ممكنا فلا بدّ له من مؤثر ، فمؤثره إن كان حادثا لزم أن يكون له محدث فيكون من جملة العالم فإمّا أن
__________________
(١) الشبهة ما به يشتبه ويلتبس أمر بأمر ، وربما يطلق على دليل الخصم. دستور العلماء ٢ : ١٩٦. والفرق بين الدلالة والشبهة فيما قال بعض المتكلمين : إنّ النظر في الدلالة يوجب العلم والشبهة يعتقد عندها انّها دلالة فيختار الجهل لا لمكان الشبهة ولا للنظر فيها ، والاعتقاد هو الشبهة في الحقيقة لا المنظور فيه. الفروق اللغوية : ٥٢ (الباب الثالث).
وقد استقصى المصنف شبه الفلاسفة هنا إلى اثنتين وعشرين شبهة ، ونقل الرازي ست عشرة شبهة في نهاية العقول ، فراجع.
وراجع أيضا أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٣٧ (المسألة الثالثة في شبه الخصوم والردّ عليها) ؛ شرح الأصول الخمسة : ١١٥ (الشبه التي تورد في قدم العالم) ؛ التوحيد للنيسابوري : ٢٨٤ (فصل في ذكر شبههم) ؛ شرح الإشارات ٣ : ١٣١ ؛ نقد المحصل : ٢٠٥ (بيان الفلاسفة في امتناع حدوث العالم) ؛ المطالب العالية ٤ : ٤٥ (من المقالة الثانية إلى المقالة الثانية عشر) ؛ الرازي ، المسائل الخمسون : ٢٢ ؛ قواعد المرام : ٥٩ ؛ نهاية الاقدام في علم الكلام : ٣٠ ، وعبّر الشهرستاني فيه ب «شبه الدهرية» ؛ وعبّر في الملل والنحل في ترجمة برقلس ب «شبه برقلس» ، حيث قال : «إنّ القول في قدم العالم وأزلية الحركات بعد إثبات الصانع والقول بالعلّة الأولى إنّما ظهر بعد أرسطوطاليس ، لأنّه خالف القدماء صريحا وأبدع هذه المقالة على قياسات ظنّها حجّة وبرهانا ، فنسخ على منواله من كان من تلامذته ، وصرحوا القول فيه ، مثل الاسكندر الافروديسي وثامسطيوس وفرفوريوس وصنف برقلس المنتسب إلى أفلاطون في هذه المسألة كتابا وأورد فيه هذه الشبهة ...» الملل والنحل ، ترجمة برقلس.
راجع أيضا كشف المراد : ١٧٣ ؛ مناهج اليقين : ٤١ ؛ كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد : ١٥٠ ؛ شرح المواقف ٧ : ٢٢٨ ؛ شرح المقاصد ٣ : ١٢٠.