عن وقت أمس كان اليوم حاصلا مع أمس وهو محال ، فيكون للزمان زمان. فما هو جوابكم عن ذلك فهو جوابنا عن العالم. والأصل أنّ الزمان هنا تقديري لا حقيقي.
وعن العاشر : أنّ قولكم : «لو كان العالم محدثا مستندا إلى القادر لكان القادر إمّا أن يكون يصحّ منه الفعل أزلا أو لا» إن عنيتم به أنّه يصحّ منه في الأزل إيجاد الفعل في الأزل ، فهو محال. وإن عنيتم به صحّة وجود العالم في نفسه لا باعتبار اسناده إلى القادر ، فهو صحيح. أو أنّه يصحّ منه في الأزل إيجاد الفعل فيما لا يزال ، فهذه الصحّة ثابتة أزلا وأبدا ، فالذي كان صحيح الوجود في وقت فهو صحيح الوجود أزلا وأبدا والذي هو ممتنع الوجود فهو ممتنع أزلا وأبدا.
وأيضا فمعارض بالحادث اليومي بشرط كونه مسبوقا بالعدم ، فانّه إن كان صحيحا لذاته لم يلزم ثبوت الصحّة في الأزل فكذا في كلّ العالم ، وإن لم يكن صحيحا فعدم تلك الصحّة إمّا لعدم المقتضي أو لوجود المانع ، و (١) يعود التقسيم الذي ذكروه.
قوله : «إذا أوجد الفعل فإمّا أن تبقى قادريته على ذلك الفعل أولا».
قلنا : القادرية أمر ثبوتي وهي باقية بعد وجود الفعل. وأمّا تعلقها بالفعل فقد بيّنا أنّه ليس أمرا ثبوتيا في الخارج ، بل هي من الأمور الإضافية التي لا وجود لها إلّا في الذهن.
وعن الحادي (٢) عشر : أنّ التغير ليس في العلم بل في تعلقه ، كالقدرة. ثمّ يعارض بالحادث اليومي وكلّ الاعراض والصفات والأحوال الحادثة فانّها معلومة له تعالى ، فما هو جوابكم عنها فهو جوابنا عن جملة العالم.
__________________
(١) ق : «أو».
(٢) ق : «الحادية».