ولا نرى ما كنا رائين له من المكان لتغطيته بالجسم المنتقل إليه ، فلأجل أنّه لا نرى ما كان رائيا ونرى ما لم يكن رائيا لم يقع الفصل.
الثاني : الجسم إذا تحرك انخرق شعاع الرائي بعد أن كان منفصلا عنه على حد الاستواء إذا تحرك يمنة ويسرة ويقصر شعاعه بعد استطالته إذا تحرك إلى خلف ، فالفصل بين حالات الجسم إنّما هو باعتبار اضطراب حال الشعاع ولا يجب في من لا يعرف الشعاع أن لا يقع له هذا الفرق ، فإنّ طريق الحكم غير الحكم.
لا يقال : يجب من هذا أن لا يعرف أبو علي الأكوان حيث اعتقد أنّها مرئية وهذا يقدح في علمه بحدوث الجسم ، لأنّ طريق الحدوث معرفة حدوث الأكوان المتوقفة على معرفتها.
لأنّا نقول : إذا عرف عند نظره أنّ الكون غير الجسم فقد عرف نفس المعنى ولا يمنعه ذلك الاعتقاد من هذا النظر.