الباطنة ساكنة في الأوّل.
وأيضا لو لا حركة ما فيه لم تتفاوت حركة الزق المملوء هواء وزيبقا ، لأنّه في الحالين لا تحرك إلّا الصفحة العليا.
قال أبو هاشم : هذا القول يقتضي أنّ أحدنا إذا أطلي بدهن وانتقل من بلد إلى آخر أن لا يكون متحركا بل يوصف الدهن بذلك وكان لا يجد مشقة وتعبا ، وهذا ضروري البطلان ، فانّ حركة الدهن تابعة لحركته في نفسه.
والكعبي بنى ذلك على قوله : إنّ المتحرك إنّما يتحرك في مكان ، وعنده المكان ما أحاط لغيره. (١) ولا شكّ أنّ المفارق هو الصفحة العليا للهواء المحيط لها دون الأجزاء الباطنة من حيث إنّها لم تفارق ما أحاط بها ، بل هي بحالها.
والتحقيق هنا أن نقول : إن أريد بالمكان السطح الحاوي كما ذهب إليه الكعبي وأرسطو طاليس ، والحركة عبارة عن مفارقة مكان إلى مكان ، فلا شكّ أنّ الباطن ليس بمتحرك بهذا المعنى. وإن جعلنا الحركة عبارة عن مفارقة جهة إلى جهة ، فلا شكّ في أنّه متحرك.
وبالجملة فالمحوى يتحرك بحركة الحاوي بالعرض لا بالذات بالنسبة إلى المحاذيات والجهات.
السابع : قال الكعبي : القادران إذا تعاونا على حركة جسم فهما محرك واحد
__________________
(١) تصوّر الكعبي المكان بأنّه سطح خارجي للجسم ، وكان يعتقد بأنّ المكان هو السطح المحيط المباشر ، على خلاف البصريّين الذين كانوا يرون بأنّ المكان هو المحل الذي يستقر عليه الجسم ، ويقول : إنّ الحركة تغيير في المكان ، ثمّ يستنتج بأنّ السطح الخارجي للجسم المتحرّك يتحرّك فقط ، وأنّ السطح المحيط بداخل الجسم هو السطح الخارجي الذي يظلّ على حاله طوال الحركة الكليّة للجسم. ولذلك لا يتطلّب أن تتحرك جميع أجزاء المتحرك. راجع المصدر من مكدرموت : ٢٧٧.