النظر الثاني
في مباحث الحركة
البحث الأوّل
في تعريفها (١)
أمّا المتكلّمون فقالوا : الحركة هي حصول الجوهر في حيز بعد أن كان في حيز آخر. (٢) فالحصول المطلق عرض عام ، لأنّه نفس الوجود. وتقييده بكونه في
__________________
(١) الحركة «Move ,motion ,movement في العرف يطلق غالبا على الانتقال من مكان إلى مكان آخر وإليه ترجع الحركة في الوضع لتغيّر مكان الأجزاء ، لكن معناها المصطلح في عرف الفلاسفة أعمّ من ذلك ، فيشمل الحركة في الكيف والكم وغيرهما أيضا. ثمّ إنّ تعريف الحركة المصطلحة لا يمكن بالحد المنطقي ، سواء اعتبرت مقولة كما ذهب إليه في التلويحات ، ص ١١ ، أو اعتبرت نحوا من الوجود كما اختاره صدر المتألهين ومن تبعه لعدم وجود الجنس والفصل لا للمقولات وللمفاهيم الوجودية التي هي من المعقولات الثانية الفلسفية.
(٢) أنظر هذا التعريف في : مقالات الإسلاميين : ٣٥٤ ، المحيط بالتكليف : ٤١ ؛ النيسابوري ، التوحيد : ١٣١ ؛ الفرق بين الفرق : ١٥٨ ؛ البغدادي ، أصول الدين : ٤٠ ؛ بهمنيار ، التحصيل : ٤١٨ ؛ أنوار الملكوت : ٢٤ ؛ أبو البركات ، المعتبر في في الحكمة ٢ : ٢٨ ؛ المباحث المشرقية ١ : ٦٦٩ ؛ الرازي ، معالم أصول الدين : ٣٤ ؛ قواعد المرام : ٤١ ؛ كشف المراد : ٢٦١ ؛ مناهج اليقين : ٥٧ ؛ أبو البقاء ، الكليات ٢ : ٢١٣ ؛ الجرجاني ، التعريفات : ١١٤.