الجسم ، ولا شيئا ممّا كان فيه ، وإلّا لما وجدت هذه القوة ، فلا بدّ وأن يكون أمرا خارجيا اتّفاقيا وحينئذ يعود الالزام.
والعجب أنّ الشيخ ذكر في الخلاء : أنّه لو لا مصادمات الهواء المخروق للقوّة القسرية وإلّا وصل الحجر المرمي إلى سطح الفلك (١) ، وهنا ذكر أنّ القاسر يفيد قوّة مسكنة في بعض الأحياز ، وهذا لا يخلو من تناقض.
الوجه الثاني : لو فرضنا صعود خردلة وحال سكونها نزل جبل عظيم من فوق لزم أن يقف ذلك الجبل في الهواء حتى تأخذ الخردلة ما تستحقه من السكون ، والضرورة قاضية ببطلانه.
وقد اعترفوا ببعده لو وقع ، لكنّه غير محال والبعيد غير الممتنع. ولأنّ الهواء المشايع للجبل في حركته يلقى الحصاة فتسكن قبل وصول الجبل إليها.
المسألة الثانية : في أنّ الحركة الدورية ، هل يجب أن تكون إرادية؟ (٢)
اتّفق الحكماء على أنّ الحركة الدورية يجب أن تكون إرادية ، لأنّ الحركات إمّا طبيعية أو قسرية أو إرادية ، والحركة الدورية لا يجوز أن تكون طبيعية ، لأنّ الحركة الطبيعية هرب عن حالة منافرة وطلب لحالة ملائمة وهذا لا يتحقّق في الدورية. أمّا أنّه لا يجوز أن يكون هربا عن حالة منافرة ، فلأنّ كل نقطة تفرض الطبيعة هاربة عنها فانّه يمتنع أن تكون الطبيعة طالبة لها بعين تلك الحركة ،
__________________
(١) راجع الثامن من ثانية الأوّل من الشفاء (السماع الطبيعي).
(٢) راجع التاسع من رابعة الأوّل من الشفاء (السماع الطبيعي) : ٣٠٢ ، قوله : «فالحركة المستديرة المتصلة إذن لا تكون طبيعية ...» ؛ طبيعيات النجاة : ١٣٦ (فصل في أنّه لا يجوز أن يتحرك الشيء بالطبيعة وهو على حالته الطبيعية ...) وإلهيات النجاة : ٩٥ و ١١٥ ؛ المعتبر في الحكمة ٢ : ١٠٥ ؛ المباحث المشرقية ١ : ٧٣٩ ؛ نقد المحصل : ٢٢٦.