لصحّة حدوثها في الأوقات المقدرة». (١)
قلنا : الصحّة أمر ذهني لا تحقّق له في الخارج.
قوله : «الخيال وقع لتوهم كون الأزل حالة معينة».
قلنا : لا حاجة في تقرير الدليل إلى ما ذكرتموه ، لأنّ كلّ واحد من الحوادث مسبوق بعدم لا أوّل له ، فلو قدرنا كلّ واحد من تلك العدمات شيئا موجودا لكان كلّ واحد من تلك الأشياء قديما ، وتلك القدماء لا بدّ وأن تفرض متقارنة الوجود في حيزها (٢) وإلّا لكان بعضها بعد البعض ، وهو يقدح في كونها قدماء ، وإذا كانت تلك الأشياء متقارنة فعند حصولها بأسرها لا يوجد شيء من الحوادث ، لأنّ أحد الأمور الحاصلة عند ذلك المقارن المفروض هو عدم هذا الحادث ، فلو حصل وجود هذا الحادث معه لكان وجود الشيء مع عدمه ، وهو محال. فثبت أنّا متى فرضنا أنّ لكلّ حادث عدما سابقا عليه لا أوّل له لزم كون كلّها مسبوقا بالعدم. (٣)
قوله : «هذا معارض بالأوقات المقدّرة». (٤)
قلنا : الأوقات المقدّرة ليست أمورا وجودية فلا يكون مثالا لمسألتنا. وإذا ظهر جواب الأسئلة على الأوّل ظهر جواب الأسئلة على الثاني.
قوله على الثالث : «مجموع الحوادث غير حاصل بالفاعل ، لأنّه واجب الحصول عند حصول آحاده». (٥)
__________________
(١) مرّ في ص ٤٨ ، وهو قوله على الوجه الأوّل.
(٢) كذا ، ولعلّ الصواب : «حيز ما».
(٣) أنظر عبارات «قوله ...» و «قلنا ...» في المطالب العالية ٤ : ٢٦٦ و ٢٦٩. راجع أيضا كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد : ١٤١ ـ ١٤٢.
(٤) مرّ في ص ٤٨.
(٥) مرّ في ص ٤٩ ـ ٥٠.