ثبوتي لما تقدم ؛ ولأنّه مساو للحركة في الحقيقة والحركة ثبوتية فالسكون ثبوتي.
قوله : «علّة الحاجة الحدوث».
قلنا : تقدّم بطلانه.
وقدرة الله تعالى وعلمه باقيان لا يعدمان ، بل التعلق الإضافي. (١)
قال أفضل المحقّقين : يجب بيان ماهية الأزل حتى يتصور (٢) معنى قوله : «لو كان الجسم أزليا لكان في الأزل إمّا متحركا أو ساكنا».
وقد فسّر بعض المتكلّمين الأزل بنفي الأوّلية. وفسّره بعضهم باستمرار الوجود في أزمنة مقدّرة غير متناهية في جانب الماضي. ولا شكّ في أنّ كلّ واحدة من الحركات لا تكون أزلية على أيّ تفسير يفسّر به الأزل ، إنّما الكلام في مجموع الحركات التي لا أوّل لها ، فانّه يمتنع منافاة الأزلية لوجود حركة قبل حركة لا إلى أوّل.
والجواب : بأنّ «ماهية الحركة بحسب نوعها مركّبة من أمر تقضّى وأمر حصل ، فإذن ماهيتها متعلقة بالمسبوقية بالغير وماهية الأزلية منافية [لها]» ليس بمفيد ؛ لأنّ النوع باق مع الأمور المنقضية والأمور الحاصلة. ولا حجّة على أنّ ذلك النوع مسبوق (٣) بالعدم في كلامكم ، وماهية الحركة يمكن أن توصف بالدوام وأشخاصها لا تمكن ، وتبين من ذلك أنّ المركّب من أمر تقضّى ومن أمر حصل يرجع إلى أشخاصها لا إلى نوعها ، فإذن نوعها لا ينافي الأزلية. ويلزم (٤) شيء آخر ،
__________________
(١) جواب على قوله : «تعلّق قادريّة الله تعالى بإيجاد العالم ، وتعلّق علمه بانّ العالم سيوجد قديم ، وقد عدم بعد وجود العالم». راجع نقد المحصل : ٢٠٠.
(٢) في المصدر : «يتقرّر».
(٣) في المصدر : «مساوق».
(٤) في المصدر : «يلزمه».