مفعول مطلق من غير لفظ الفعل أو بتقدير حشر وفد (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) الورد مصدر بمعنى الاشراف على الماء دخل أم لم يدخل ، واسم جمع بمعنى الجماعة الواردة على الماء ، وهو حال أو مصدر مثل الوفد ، وفي استعمال لفظ الحشر هناك والسّوق الّذى ليس الّا للبهائم هاهنا ما لا يخفى من التّشريف والتّوهين ، وقرئ يحشر ويساق بالغيبة مبنيّين للمفعول والمتّقون والمجرمون مرفوعين (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ) اى العباد المطلق المستفاد من ذكر القسمين أو المجرمون (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) استثناء من فاعل يملكون أو من الشّفاعة بتقدير شفاعة من اتّخذ عند الرّحمن عهدا ، أو استثناء مفرّغ اى لا يملكون لأحد الشّفاعة الّا لمن اتّخذ عند الرّحمن عهدا ، والشّفاعة اعمّ من المصدر المبنىّ للفاعل والمفعول أو هو مبنىّ للفاعل والمعنى لا يملكون شفاعتهم للغير أو شفاعة الغير لهم وقد أشير في الاخبار الى الكلّ ، والعهد المأخوذ عند الرّحمن هو عهد البيعة وقد فسّر في الاخبار بعهد الولاية والبيعة مع علىّ (ع) فانّ أخذ العهد عند الرّحمن من دون مظاهره وخلفائه لا يتصوّر لأحد ، وقد ورد عن الصّادق (ع) انّه قال الّا من دان الله بولاية أمير المؤمنين (ع) والائمّة من بعده فهو العهد عند الله ، وورد عنه أيضا انّه قال : لا يشفع لهم ولا يشفعون الّا من اتّخذ عند الرّحمن عهدا ، الّا من اذن له بولاية أمير المؤمنين (ع) والائمّة (ع) من بعده فهو العهد عند الله ، والولاية قد تكرّر في مطاوى ما سلف انّها البيعة لا غير ، وقد ذكر في الاخبار لبيان العهد بحسب الظّاهر أمور أخر من عهد الوصيّة وغيره (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً) عطف على كفر بآياتنا وقرئ ولدا جمعا ، عن الصّادق (ع) انّه قال هذا حيث قالت قريش : انّ الله عزوجل اتّخذ ولدا من الملائكة إناثا (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) جواب سؤال أو حال بتقدير القول والادّ والادّة بكسرهما والادّة بفتح الهمزة ، العجب والأمر الفظيع والدّاهية والمنكر (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) صفة لشيئا بعد صفة أو حال منه أو مستأنفة (وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) الخرّ السّقوط مطلقا أو من علو والهدّ الهدم الشّديد والكسر (أَنْ دَعَوْا) بدل من الضّمير في منه (لِلرَّحْمنِ وَلَداً وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) لانّه واحد أحد لا ضدّ له ولا ندّ ولا ثانى ولو كان له ولد كان ثانيا له ولو كان له ثان لانهدم وحدته وبانهدام وحدته ينهدم وجوبه فسبحان من مقتضى ذاته عدم الثّانى له (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) جواب سؤال في موضع التّعليل (إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) يعنى كلّ من في السّموات والأرض يأتى يوم القيامة أو آت في حال وجودهم عبدا للرّحمن خارجا من انانيّته لا مقابلا له وثانيا حتّى يسمّى ولدا ذكرا أو إناثا ، ولمّا كان المراد بالعبديّة العبديّة التّكوينيّة وليس كلّ افراد الإنسان عبيدا لاسمائه اللّطفيّة ومظاهرها بل يكون بعضها عبيدا لاسمائه القهريّة ومظاهرها في الدّنيا والآخرة اختار من الأسماء اسم الرّحمن الّذى هو مجمع أسمائه اللّطفية والقهريّة (لَقَدْ أَحْصاهُمْ) جواب لسؤال مقدّر كأنّه قيل : هل يعلمهم مع كثرتهم؟ ـ فقال : لقد أحصاهم من حيث ذواتهم واجزائها ومالها وما عليها (وَعَدَّهُمْ) من حيث اعداد رؤسهم وأفعالهم وأقوالهم وأحوالهم وأخلاقهم وجميع حركاتهم ولمحاتهم (عَدًّا) خارجا من نحو تعدادكم الموقوف على الزّمان والتّجسّس (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) عمّا يحسب انّه له ممّن يعتمد عليه في الدّين والدّنيا ومن جميع الأموال والقوى والأعضاء ومن جميع النّسب والإضافات ومن الاخلّاء والأحباب (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) جواب سؤال مقدّر كأنّه قيل : كلّهم مؤمنهم وكافرهم يأتيه فردا ، فقال : انّ المؤمنين يكونون بوصف الحبّ أو مع محبّيهم غير منقطعي النّسبة عن اخلّائهم فانّ كلّ نسبة وخلّة منقطعة الّا النّسبة والخلّة في الله وقد تعدّد