أو الامام (ع) كان المراد بذكر الله ذكر الله للعبد أو مقام نورانيّتهما فانّه ذكر الله حقيقة (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ)
الجزء الحادي والعشرون
فيعلم صلوتكم وذكركم لله ويجازيكم على حسبهما على انّهما ينبّهانكم على تذكّر الآيات والجملة حاليّة (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي) بالمجادلة الّتى (هِيَ أَحْسَنُ) من المجادلات أو بالطّريقة الّتى هي أحسن ، أو بالكلمة الّتى هي أحسن والجدل والجدال بمعنى القتل فانّ المجادل يريد ان يقتل المجادل له الى مذهبه وذلك يتصوّر بالسّيف والضّرب والحبس والمكالمة بالشّتم والخشونة وابطال الحقّ وإثبات الباطل ولكنّه خصّ في العرف بصرف الخصم عن مذهبه بالمباحثة والمكالمة العلميّة ، والمراد باهل الكتاب كلّ من آمن بنبىّ وكلّ من انتحل ملّة الهيّة فيشمل أهل ملّة الإسلام ومنتحليها كما يشمل الزّردشتيّين والمهاباديّين ، أو المراد المعروفون بهذا الاسم وهم اليهود والنّصارى لكن يشمل الحكم أهل الإسلام بطريق التّعريض أو بطريق القياس الاولوىّ ، ولمّا كان أهل الملّة الالهيّة ومنتحلوها بواسطة نسبتهم الى نبىّ أو انتحالهم النّسبة اليه ذوي حرمة في الجملة خصّهم بالذّكر من بين أقسام الكفّار اشعارا بانّ المشركين لا حرمة لهم ولا مداراة معهم ، والمجادلة الحسنة ان لا يظهر باطلا ولا يبطل باطلا بباطل ولا يقول ما يغيظ المجادل ولا يعنته ولا يزجره ، ولا يقول ما لا يتحمّله ، وينصف في حقّ أظهره خصمه ولا يردّه ولا يتكلّم بما يخجله ، ولا يكون همّه الغلبة عليه بل يكون همّته إصلاحه ولو كان ذلك بان يجعل نفسه مغلوبة ان رأى صلاحه ولينه في ذلك (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) في المجادلة أو ظلموكم بالمقاتلة أو ظلموا أنفسهم باللّجاج وعدم الاستماع الى حقّكم وهذا ترخيص في المجادلة بغير الأحسن مع الظّالمين منهم مثل قوله : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) لكن لا ينبغي الخروج من حقّ أو الدّخول في باطل (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) بالإقرار بحقّيّة كتابهم ودينهم حتّى تكسر سورة لجاجهم (وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ) بإظهار الاتّحاد معهم في المبدء والمعبود حتّى يدلّ ذلك على انّكم متّحدون معهم غير مغايرين لهم فيرغّبهم ذلك في مخالطتكم وموادّتهم لكم (وَنَحْنُ لَهُ) اى لآلهكم الّذى هو إلهنا (مُسْلِمُونَ) لا لغيره حتّى تعادونا بذلك وقد سبق في سورة النّحل عند قوله : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) شطر من بيان الآية (وَكَذلِكَ) اى مثل إنزال الكتاب إليهم ، أو مثل إنزال الأمر بالمجادلة بالّتى هي أحسن ، أو مثل إنزال الأمر بان تقولوا آمنّا بالّذى انزل إليكم (الى آخر الآية) (أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) اى كتاب النّبوّة أو القرآن (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) اى القرآن وهم آل محمّد (ص) أو فالّذين آتيناهم احكام النّبوّة بقبول الرّسالة بالبيعة العامّة أو بقبول الولاية بالبيعة الخاصّة ، أو فالّذين آتيناهم الكتاب اى الانتعاش أو الاستعداد لأمور الآخرة تكوينا (يُؤْمِنُونَ بِهِ) اى يذعنون أو يؤمنون بالبيعة العامّة أو الخاصّة بالقرآن أو بمحمّد (ص) أو بكتاب النّبوّة أو بعلىّ (ع) فانّه المنظور من كلّ منظور (وَمِنْ هؤُلاءِ) يعنى من أهل الكتاب وهم اليهود والنّصارى أو من هؤلاء المشركين أو من هؤلاء الّذين آتيناهم القرآن وآمنوا به بالبيعة (مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) اى يؤمن بإحدى البيعتين أو يذعن قلبا بمحمّد (ص) أو بالقرآن أو بأحكام النّبوّة أو بعلىّ (ع) (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا) الّتى أعظمها علىّ (ع) (إِلَّا الْكافِرُونَ) وهذا تعريض بمنافقى الامّة الّذين جحدوا عليّا (ع) (وَما كُنْتَ تَتْلُوا) جملة حاليّة أو معطوفة وردّ لمن زعم أو قال انّه اخذه من غيره أو التقطه