أو حال أو علم أو اعتقاد أو وجدان أو شهود فهو حسن بحسنها ، فمعنى قوله انّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى انّ الّذين فاقت وغلبت على فعليّاتهم فعليّة الولاية الّتى هي الحسنى وتقدّمت على كلّ فعليّاتهم ، أو انّ الّذين سبقت على وجودهم الطّبيعىّ في العوالم العالية لانتفاعهم منّا الحسنى الّتى هي الولاية بان قدّرنا لهم ذلك ومنّا لغو متعلّق بسبقت أو مستقرّ حال من الحسنى وعلى المعنى الاوّل كان من غلب على فعليّاته فعليّة الولاية محكوما عليه بالبعد من النّار دون من لم يغلب فعليّة الولاية في وجوده وهذا هو الموافق لاعتقاد الشّيعة ومذهبهم ، فانّ من لم يغلب الولاية على فعليّاته يردّ في البرازخ على نار الدّنيا وعلى اىّ تقدير كان المراد من تولّى عليّا (ع) وعليه اخبار كثيرة فعن النّبىّ (ص) انّه قال لعلىّ (ع) : يا على أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش ، يفزع النّاس ولا تفزعون ويحزن النّاس ولا تحزنون وفيكم نزلت هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) (الآية) وفيكم نزلت : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) (الآية) وبهذا المضمون عدّة اخبار وفي بعض الاخبار فالحسنة ولاية علىّ (ع) ، وفي خبر عن الصّادق (ع) يبعث شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من ذنوب وعيوب مبيضّة مسفرة وجوههم مستورة عوراتهم آمنة روعاتهم ، قد سهلت لهم الموارد وذهبت عنهم الشّدائد ، الحديث ، وفي حديث طويل عن النّبىّ (ص) مخاطبا لعلىّ (ع) : وفيكم نزلت هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ) ظرف للا يحزنهم ، أو لتتلقّيهم أو لتوعدون أو حال عن اليوم ، أو عن العائد المحذوف من توعدون أو معمول لا ذكر مقدّرا (كَطَيِّ السِّجِلِ) اى الصّحيفة الّتى يكتب فيها الحساب أو الملك الّذى يرفع اليه كتب الأعمال أو هو اسم لكاتب للنّبىّ (ص) ، وقرئ السّجل كالدّلو والسجلّ كالعتلّ وهما لغتان فيه (لِلْكُتُبِ) قرئ بالافراد والجمع واللّام للتّعليل اى لأجل الكتابة ، أو للتّقوية اى للمكتوب أو للمكتوب فيه ، وطىّ السّماء عبارة عن افنائها أو لفّها كلفّ الطّومار (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) لفظة ما كافّة أو مصدريّة ولا فرق بينهما في المعنى ، والخلق بمعناه المصدرىّ ، أو بمعنى المخلوق ، وليس المقصود فردا لا على التّعيين من الخلق أو المخلوق بل المراد جنس الخلق أو جميع افراده واوّل خلق مفعول لبدأنا أو لنعيد المقدّر الّذى يفسّره المذكور ، أو ظرف لبدأنا أو لنعيده المؤخّر والمعنى كما بدأنا الخلق في اوّل مراتب الخلق أو نعيد الخلق في اوّل مراتب الخلق والمراد اوّل مراتب الخلقة أو اوّل افراد الخلق ، واوّل مراتب الخلقة في جملة العوالم مرتبة المشيّة ، واوّل افراد الخلق هو الّذى يكون في المشيّة المسمّى بالفرد اللّاهوتىّ ، واوّل الخلق في عالم الخلق مقابل الأمر هو المادّة المستعدّة المتميّزة من بين الموادّ لشيء مخصوص كالنّطفة المستقرّة في الرّحم وضمير نعيده راجع الى الخلق ان كان بمعنى المخلوق ، أو الى المخلوق المستفاد من الخلق ، أو لفظة ما موصولة والعائد محذوف ، واوّل خلق حال عن العائد المحذوف ، أو مفعول به أو فيه لبدأنا أو لنعيد المقدّر والمعنى كالّذي بدأناه حالكونه اوّل خلق ، أو كالّذي بدأناه في اوّل مراتب الخلق ، أو كالكيفيّة الّتى بدأنا بها اوّل الخلق نعيده ، والمنظور تشبيه الاعادة بالابداء في جواز تعلّق الارادة والإمكان ، أو تشبيه المعاد بالمبتدء في كونه عاريا ممّا خوّله الله ايّاه (وَعْداً) مفعول مطلق لمحذوف (عَلَيْنا) إنجازه أو ثابتا حتما علينا (إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) جواب لسؤال مقدّر مؤكّد استحسانا (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) الزّبور كتاب داود (ع) والكتاب السّماوىّ ومطلق الكتاب والألواح العالية من اللّوح المحفوظ ولوح المحو والإثبات ، والذّكر مصدر بمعنى التّذكّر وكلّ ما يتذكّر به من الأقلام العالية والألواح الرّوحانيّة والجسمانيّة والكتب السّماويّة ، والإنسان الكامل والولاية والنّبوّة والتّوراة ، ومن بعد الذّكر متعلّق بكتبنا أو ظرف