مستقرّ حال من الزّبور ، أو خبر مقدّم وانّ الأرض (الى آخر الآية) مبتدء مؤخّر والجملة مفعول كتبنا لكونه بمعنى القول ، وهذا بعيد جدا ووجوه اعتبار المعنى في كلّ من وجوه اعتبار اللّفظ بحسبه ، والعباد الصّالحون شيعة علىّ (ع) فانّهم يملكون ارض العالم الصّغير حين ظهور القائم (ع) بالموت الاضطرارىّ أو الاختيارىّ ، ويملكون ارض الفردوس كذلك ، ويملكون ارض العالم الكبير بالتّصرّف فيها باىّ نحو شاؤا بعد ظهور القائم (ع) ولذلك فسّر الآية بأصحاب القائم عجّل الله فرجه (إِنَّ فِي هذا) الوعد بإيراث الأرض أو في هذا القرآن أو في هذا الزّبور أو في هذا المذكور من الوعيد والوعد (لَبَلاغاً) اى كفاية أو بلوغا الى المقصود (لِقَوْمٍ عابِدِينَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) عطف أو حال وفيه معنى الاستدراك فانّه توهّم من قوله لقوم عابدين اختصاص الكتاب والنّصح والمواعظ بالعابدين فاستدرك هذا التّوهّم وقال : أرسلناك رحمة للعالمين فمن تعرّض لها أخذ نصيبا منها ومن اعرض عنها حرم منها ، والعابد متعرّض لها وذكر في الاخبار في وجه كونه رحمة للعالمين انّه (ص) بعث بالتّعريض لا بالتّصريح ، وانّ قومه أمهلوا ولم يتوعّدهم العذاب ولم يصرّح لهم بأمر كانوا يخالفونه فيعذّبوا كولاية علىّ (ع) وانّه رفع المسخ والخسف من هذه الامّة ، والتّحقيق انّ وجود خلفاء الله في الأرض رحمة من الله على أهل الأرض وبركة ورفع لبلائهم لانّهم بفنائهم من انانيّاتهم وبقائهم بوجود الهىّ اخروىّ صاروا عين الرّحمة الالهيّة ، وكونهم في الأرض عبارة عن وجود تلك الرّحمة في الأرض على جملة موجودات الأرض (قُلْ إِنَّما يُوحى) منقطع عن سابقه لفظا لكنّه مرتبط معنى كأنّه قال : إذا كنت رحمة للعالمين فقل لهم انّما يوحى (إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) وبلّغهم التّوحيد الّذى هو أصل جميع أنواع الرّحمة والحصر اضافىّ أو ادّعائىّ كأنّه لا يعدّ سائر أقسام الوحي من الوحي (فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) مخلصون العبادة من الإشراك لله تعالى ، وقرئ في قراءة أهل البيت مسلّمون بتشديد اللّام بمعنى مسلّمون الوصيّة لعلىّ (ع) ، وعلى هذا يجوز ان يقال في تفسير الآية : انّما إلهكم بحسب مظاهره وخلفائه اله واحد من دون تعدّد وشراكة لغيره فهل أنتم مسلّمون الولاية لهذا الإله الواحد الّذى هو علىّ (ع) (فَإِنْ تَوَلَّوْا) عن التّوحيد أو تولّوا عن وصيّتك وولاية خليفتك (فَقُلْ) لهم (آذَنْتُكُمْ) اى أعلمتكم الحرب (عَلى سَواءٍ) اى حالكونكم على استواء معنا في الاعلام حتّى تتأهّبوا مثلنا للقتال أو أعلمتكم التّوحيد أو الولاية حالكونكم متساوين في ذلك الاعلام ، والاختلاف انّما نشأ من قبلكم لا من عدم تسويتى بينكم أو حملتكم باعلام الولاية على سواء الطّريق أو على امر مستوى النّسبة الى جميع الأمور وهو الولاية (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) اى الحرب الّتى توعدونها أو القيامة أو عذاب الآخرة أو ايراث الأرض (إِنَّهُ يَعْلَمُ) جواب لسؤال مقدّر كأنّه قيل : أفلا يعلم الله ذلك؟ ـ فقال : انّه يعلم (الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ) في نفوسكم من القول ، أو جواب لسؤال مقدّر عن علّة عدم علمه (ص) فقال : لانّ الله لا غيره يعلم الجهر من القول والخفايا منه ، وهذا من المخفيّات المغيبات ، والمراد بالجهر من القول هو الكلام المجهور والمكتوم ضدّه ، أو المراد بالمجهور مطلق القول الّذى يظهر على اللّسان ، والمكتوم ما كان من قبيل حديث النّفس ، أو المجهور مطلق ما يظهر على النّفس سواء كان بطريق حديث النّفس أو جاريا على اللّسان ، والمكتوم ما لم يظهر على النّفس بعد ، أو المجهور مطلق ما يظهر على الأعضاء من الأفعال والأقوال ، والمكتوم ما لم يظهر على الأعضاء من الأحوال والأخلاق والعلوم ، أو المجهور مطلق ما ظهر على النّفس من الأفعال والأقوال والصّفات والأحوال والعلوم ، والمكتوم ما لم يظهر على النّفس بعد من المكمونات الّتى لم يطّلع الإنسان