والأعضاء ، والوجاهة والخدم والحشم والانانيّات ولا تعميم السّائل للسّائلين من الاناسىّ بالكفّ واللّسان ، أو بلسان الحال والسّائلين من الملائكة والعقول والائمّة والله تعالى فانّه يسأل القرض من عباده ، والسّائلين بلسان حالهم أو قالهم افاضة الخيرات من النّبىّ (ص) والامام واتباعهما ، والمحروم كما عن الصّادق (ع) المحارف (١) الّذى قد حرم كدّيده في الشّراء والبيع ، ولا يخفى تعميم بين كاسب الأموال الدّنيويّة المعاشيّة وكاسب الأموال الاخرويّة المعاديّة (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ) دالّات على المبدء وعلمه وقدرته وعنايته بخلقه ورأفته (لِلْمُوقِنِينَ) بأمر الآخرة لا غيرهم فانّهم يمرّون عليها وهم عنها معرضون (وَفِي أَنْفُسِكُمْ) عطف على في الأرض أو متعلّق بمحذوف بقرينة قوله تعالى (أَفَلا تُبْصِرُونَ) وقد تكرّر ذكر آيات الأرض الّتى هي آيات الآفاق وذكر آيات الأنفس ، عن الصّادق (ع) انّ رجلا قام الى أمير المؤمنين (ع) فقال : يا أمير المؤمنين بما عرفت ربّك؟ ـ قال : بفسخ العزم ونقض الهمم لمّا ان هممت فحال بيني وبين همّى ، وعزمت فخالف القضاء عزمي ، علمت انّ المدبّر غيري ، وعن الصّادق (ع) مثل هذا السّؤال والجواب (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) الخاصّ بكم من حيث انسانيّتكم أو أسباب رزقكم النّباتيّة وأرزاقكم الانسانيّة (وَما تُوعَدُونَ) من نعيم الجنّة فانّ الجنّة ونعيمها في السّماء الصّوريّة بمعنى انّها مظهر لها وفي سماوات عالم الأرواح فانّ محلّ الجنّة ونعيم الآخرة عالم الملكوت والجبروت وقال القمّىّ : المطر ينزل من السّماء فيخرج به أقوات العالم من الأرض ، وما توعدون من اخبار الرّجعة والقيامة والاخبار الّتى في السّماء ، وقيل : في السّماء تقدير أرزاقكم اى ما قسّمه لكم مكتوب في امّ الكتاب وجميع ما توعدون في السّماء أيضا لانّ الملائكة تنزل من السّماء لقبض الأرواح ولاستنساخ الأعمال ولانزال العذاب ويوم القيامة للجزاء والحساب (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌ) اى ما توعدون أو كون الرّزق وكون ما توعدون في السّماء ، أو انّ المعهود المقصود من كلّ قصّة وحكاية وهو الولاية ولاية علىّ (ع) لحقّ (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) مثل نطقكم الّذى لا تشكّون فيه ، أو المعنى في السّماء رزقكم مثل ما انّكم تنطقون اى تدركون المعاني الغيبيّة فانّه من السّماء ينزل إليكم ، أو الولاية حقّ حالكونها مثل نطقكم فانّه من آثار الولاية التّكوينيّة ونازلة منها (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) استيناف كلام لتهديد المعرضين عن المبدء أو الرّسول أو الولاية (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) قد مضى في سورة هود هاتان الكلمتان (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) اى قال في نفسه هؤلاء قوم منكرون غير معروفين لي ، أو قال لهم : أنتم قوم منكرون اى لا أعرفكم (فَراغَ إِلى أَهْلِهِ) اى فذهب إليهم في خفية من ضيفه تعجيلا للقرى (فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) لانّه كان عامّة ماله البقر (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ) لانّا رسل ربّك (وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ) بعد البشارة وهي سارة (فِي صَرَّةٍ) اى في صيحة أو في جماعة كما روى عن الصّادق (ع) (فَصَكَّتْ وَجْهَها) قيل : جمعت أصابعها وضربت بها جبهتها ، وقيل : لطمت وجهها للتّعجّب ، وقيل : غطّت وجهها (وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) يعنى كيف ألد وكنت عاقرا وقت اقتضاء السّنّ الحمل وصرت عجوزا ليس من شأنى الحمل (قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ) وانّما نخبرك عنه (إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ) يعلم دقائق الأمور ويصنع الأمور المتقنة الّتى يعجز عن إدراكها وصنعها غيره (الْعَلِيمُ) فيعلم انّك
__________________
(١) المحارف المحروم المنقوص الحظّ.