كنت عقيما وصرت عجوزا ويقدر على جعل العقيم ولودا وجعل العجوز ذات حيض وولد.
الجزء السابع والعشرون
(قالَ) إبراهيم (ع) بعد ما عرفهم وانس بهم (فَما خَطْبُكُمْ) أمركم وشغلكم لمّا لم يكن نزول الاربعة الاملاك دفعة معهودا له علم انّهم لم ينزلوا الّا لأمر عظيم فسأل ما خطبكم؟ (أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) قد مضى قصّتهم في سورة هود وغيرها (وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ) الرّكن الجنب الأقوى والباء للتّعدية ، أو بمعنى مع والمراد انّه ولّى جنوده أو جانبه ، أو تولّى هو وجنوده (وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) يعنى ما يفعله من سحره وباختياره أو هو مجنون وما يظهر عليه من خوارق العادات انّما يظهر من الجنّ على يديه من دون اختياره (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ) آت بما يلام عليه (وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) سمّيت عقيما لعدم تضمّنها لمنفعة أو لانّها أهلكتهم واستأصلتهم (ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) كالرّماد المتفتّت الاجزاء (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) اى ثلاثة ايّام ان كان المراد به قول النّبىّ (ص) بعد الإيعاد بالعذاب ، أو قيل تكوينا : تمتّعوا حتّى حين الآجال الّتى لكم وهذا هو المناسب لما بعده (فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ) ممتنعين (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) وقد مضى تلك القصص مكرّرا (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) بقوّة (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) اى قادرون أو لموسعون الرّزق على العباد أو لذو وسعة للعباد وأرزاقهم (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها) بسطناها (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) الباسطون أو الممهّدون للقرار (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) برّيّا وبحريّا ، أو انسيّا ووحشيّا ، ويكون لفظ كلّ من حمل حكم الأكثر على الكلّ أو من كلّ حيوان ذكر وأنثى ، أو من كلّ شيء من الكيفيّات والكمّيّات والمذوقات والمشمومات ضدّين متنافيين كالحرّ والبرد ، والسّواد والبياض ، والمرّ والحلو ، والقصير والطّويل ، والحسن والقبيح ، الى غير ذلك ، وفي الاخبار اشارة الى هذا المعنى (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) علمه وحكمته وقدرته وعنايته بخلقه ورأفته ولعلّكم تذكّرون بمضادّته بين الأشياء ان لا ضدّ له وبتفريقه بين المتفارقات انّ لها مفرّقا ، وبتأليفه بين المتئالفات انّ لها مؤلّفا (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) المنعم عليكم بهذه النّعم من نفوسكم الامّارة ومن الشّيطان وجنوده بالاستعاذة به ، ومن الأشرار وشرورهم بالاستعانة به ، ومن اهويتكم الّتى هي آلهتكم بالطّاعة لأمره ونهيه ، أو فرّوا من أوطانكم الى الحجّ ، أو فرّوا من أوطانكم الى الرّسول والامام (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) وقوله تعالى ففرّوا حكاية لقول الرّسول (ص) أو قوله انّى لكم منه نذير من الله (وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) تكرير للتّأكيد (كَذلِكَ) القول لك من انّك مجنون أو ساحر أو كاهن أو شاعر (ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ