سورة الواقعة
مكّيّة كلّها ، وقيل : الّا آية : وتجعلون رزقكم انّكم تكذّبون ، وقيل : الّا قوله : ثلّة من الاوّلين
وقوله : أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ، نزلت في سفره الى المدينة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) اى القيامة سمّيت واقعة لتحقّق وقوعها ، أو المراد بالواقعة الموت فانّه أيضا متحقّق الوقوع (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) كذب ، ليس ليس جوابا لاذا للزوم الفاء ان كان جوابا فالجملة حاليّة أو معترضة جواب لسؤال مقدّر ، أو هو جواب إذا بتقدير الفاء (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) خبر مبتدء محذوف بتقدير الفاء وجواب لاذا ، أو بدون تقدير الفاء ومستأنفة جواب لسؤال مقدّر ، وإذا لم تكن هذه الجملة وسابقتها جوابا لاذا فالجواب محذوف اى تخفض جماعة من الانس والجنّ وترفع جماعة أو تخفض فرقة من قوى النّفس وترفع اخرى ، أو جواب إذا قوله تعالى فأصحاب الميمنة (الى آخره) أو جواب إذا قوله تعالى (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) بتقدير الفاء ، أو إذا رجّت الأرض بدل من إذا وقعت الواقعة أو ظرف لوقعت ، أو لكاذبة أو لخافضة أو لرافعة ، والرّجّ التّحريك والتّحرّك والاهتزاز والحبس (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) البسّ السّوق اللّيّن وان يلّت السّويق أو الدّقيق أو الأقط المطحون بالسّمن أو الزّيت ، والفتّ ومنه البسيس للسّويق (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا) الهباء الغبار الّذى ينبثّ في الجوّ ويرى في شعاع الشّمس (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً) اى أصنافا (ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) ما استفهاميّة للتّعجّب والجملة خبر أصحاب الميمنة بتقدير القول (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) والاستفهام والتّعجّب في الاولى للتّفخيم وفي الثّانية للتّحقير (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) هذه جملة مبتدء وخبر والمعنى السّابقون على أصحاب اليمين هم المعروفون بالسّبق ، أو السّابقون على أصحاب اليمين هم السّابقون على الإطلاق في جملة الكمالات ، أو السّابقون هم الأنبياء (ع) المعروفون بالسّبق ، أو السّابقون في الفضل هم السّابقون أصحاب اليمين ، أو السّابقون في الايمان هم السّابقون على الكلّ كقول الشّاعر : انا ابو النّجم وشعري شعري ، أو السّابقون الثّانى تأكيد للاوّل وقوله تعالى (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) خبره ، أو بدل منه وأولئك المقرّبون مبتدء وخبر ، أو موصوف وصفة فالوقف عليه ، أو الوقف على قوله تعالى (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) فانّه خبر أو خبر بعد خبر ، أو حال ، أو خبر مبتدء محذوف.
اعلم ، انّ بنى آدم لمّا كانوا جامعين بالقوّة لجميع انموذجات الموجودات وهذا معنى (عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) ، كانوا إذا صاروا بالفعل في شيء من الأشياء صاروا من جنس ذلك الشّيء بحسب الباطن ، ولذلك قيل : انّ الإنسان بحسب الصّورة نوع واحد وبحسب الباطن أنواع مختلفة ، وانّ العوالم بحسب الامّهات ثلاثة : عالم الأرواح الخبيثة ، وعالم الأرواح الطّيّبة ، والعالم الواقع بين العالمين ، وهو عالم الطّبائع ، والكيان ، وانّ تلك العوالم بمنزلة