الْحَدِيثِ) اى القرآن الّذى هو بهذا الوصف أو قرآن ولاية علىّ (ع) أو حديث انّه كريم لا يمسّه الّا المطهّرون أو حديث انحصار الخلق والزّرع وإنزال الماء وإنشاء شجرة النّار في الله تعالى (أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ) دهن نافق ، وداهن وادهن أظهر خلاف ما في قلبه (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) اى تجعلون رزقكم الانسانىّ الّذى هو الحظّ من القرآن واستمداد الحيوة الانسانيّة منه فانّ القرآن رزق الإنسان بعلومه وأخلاقه انّكم تكذّبون به ، أو بمحمّد (ص) أو بالله ، أو تجعلون تكذيبكم شبيه رزقكم الّذى لا انفكاك لكم عنه ، أو تجعلون القرآن الّذى رزقكم الله ، أو سائر أرزاقكم الّتى رزقكم الله بها على صفة انّكم تكذّبون منعمها ورازقها ، أو تجعلون شكر رزقكم انّكم تكذّبون كما نقل انّه أصاب النّاس عطش شديد في بعض اسفار محمّد (ص) فدعا (ص) فسقوا ، فسمع رجلا يقول أمطرنا بنوء كذا فنزلت الآية ، وروى عن أمير المؤمنين (ع) انّه قرأ الواقعة فقال تجعلون شكركم انّكم تكذّبون ، فلمّا انصرف قال : انّى قد عرفت انّه سيقول قائل لم قرء هكذا ، قرأتها انّى قد سمعت رسول الله (ص) يقرؤها كذلك وكانوا إذا امطروا قالوا أمطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله وتجعلون شكركم انّكم تكذّبون (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ) الأنفاس أو الأرواح (الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ) يا من بلغت أرواحكم الحلقوم أو يا أهل المحتضرين (حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) الى أحوالكم وخروج أرواحكم أو تنظرون حال المحتضرين وخروج أرواحهم ولا يمكنكم علاجهم وردّ أرواحهم (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ) اى الى المحتضر (مِنْكُمْ) ووجه كونه أقرب انّ النّاس قربهم له قرب مكانىّ مشتمل على البينونة والفرقة والغيبة بخلاف قربه تعالى فانّ قربه تعالى من الأشياء قرب تقويمىّ قرب الفصول للانواع وهذا القرب لا يكون لشيء من الأشياء الى شيء من الأشياء الّا للمقوّم بالنّسبة الى المتقوّم فانّ المقوّم أقرب الى المتقوّم منه الى نفسه ولذلك كان تعالى أقرب الى الأشياء من أنفسهم (وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ) اى لا تبصروننا أو لا تبصرون قربنا (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) اى غير مجزيّين أو غير محاسبين أو غير مملوكين فانّ الدّين بمعنى الجزاء والذّلّ والدّاء والحساب والقهر والغلبة والاستعلاء والسّلطان والحكم والإكراه والملك ، والكلّ مناسب هاهنا (تَرْجِعُونَها) اى الرّوح (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في تكذيبكم فانّه لا ثواب ولا عقاب ولا جزاء ولا اله (فَأَمَّا إِنْ كانَ) المتوفّى (مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) اى السّابقين (فَرَوْحٌ) قرئ بضمّ الرّاء اى فله روح أو فمنه روح فانّ السّابق مالك للكلّ ، أو فهو روح فانّ الكلّ له ومنه وهو قوامه ، والرّوح بالضّمّ ما به حيوة الأنفس ويؤنّث ، والقرآن والوحي وجبرئيل وملك أعظم من جبرائيل وميكائيل ، أوامر النّبوّة وحكم الله ، وبالفتح الرّاحة والرّحمة ونسيم الرّيح (وَرَيْحانٌ) الرّيحان نبت معروف ، أو كلّ نبت طيّب الرّائحة والرّزق (وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) كأنّه تعالى أشار بالرّوح والرّيحان الى المراتب العالية من الجنان ، وبجنّة النّعيم الى المراتب الدّانية ، أو المراد بجنّة النّعيم معنى يشمل جميع مراتب الجنّات على تعميم النّعيم للنّعيم الصّورىّ والمعنوىّ ، أو المعنى فروح وريحان في البرازخ وجنّة نعيم في الآخرة كما في الخبر (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) قد مضى تفسير اليمين بعلىّ (ع) وتفسير أصحابه بشيعته الّذين باعوا البيعة الخاصّة الولويّة على يده ، وقد مضى أيضا مكرّرا انّ اليمين عالم الأرواح ، وأصحاب اليمين هم الّذين تمكّنوا في التّوجّه أو الاتّصال بعالم الأرواح الطّيّبة ، ولا يحصل التّوجّه أو الاتّصال بعالم الأرواح الطّيّبة الّا بالولاية الحاصلة بالبيعة الخاصّة الولويّة (فَسَلامٌ لَكَ) يا محمّد (ص) (مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) يعنى انّهم يكونون في الجنّات مجاورين لك بحسب مراتبك الدّانية ويسلّمون عليك سلام التّحيّة أو سلامة لك منهم بمعنى انّهم بمنزلة اجزائك ولهم السّلامة