وأبواب الجحيم سبعة ، والعرب يأتى بالواو في الثّمانية وتسمّيها وأو الثّمانية (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ) تهنئة لهم مقابل التّهكّم بالكفّار (فَادْخُلُوها خالِدِينَ) عن الصّادق (ع) عن أبيه (ع) عن جدّه (ع) عن علىّ (ع) قال : انّ للجنّة ثمانية أبواب ، باب يدخل منه النّبيّون (ع) والصّدّيقون ، وباب يدخل منه الشّهداء والصّالحون ، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا ، فلا أزال واقفا على الصّراط ادعو وأقول : ربّ سلّم شيعتي ومحبّى وأنصاري وأوليائي ومن تولّاني في دار الدّنيا ، فاذا النّداء من بطنان العرش ، قد أجبت دعوتك وشفّعت في شيعتك ، ويشفع كلّ رجل من شيعتي ومن تولّاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه ، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد ان لا اله الّا الله ولم يكن في قلبه مثقال ذرّة من بغضنا أهل البيت (وَقالُوا) بعد مشاهدة الجنّة ونعيمها وسعتها ومنازلهم فيها وانعام الله عليهم بأنواع نعمه (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ) اى ارض الجنّة أو ارض الدّنيا أو ارض الآخرة لانّ الكامل في الجنّة يكون له التّصرّف في جميع أجزاء الدّنيا (نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ وَتَرَى الْمَلائِكَةَ) الخطاب لمحمّد (ص) أو عامّ والمعنى يقال حينئذ لكلّ راء : ترى الملائكة ، وان كان الخطاب لمحمّد (ص) فالعدول الى المضارع للاشعار بانّ حاله في الحال انّه يرى الملائكة (حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) قد مضى في اوّل سورة الفاتحة وجه تقييد التّسبيح بالحمد وانّ تسبيحه تعالى ليس الّا بحمده كما انّ حمده ليس الّا بتسبيحه وقد مضى في سورة البقرة في اوّلها وجه الفرق بين التّسبيح والتّقديس وبيان معنى التّسبيح والتّقديس عند قوله تعالى : و (نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) بين الملائكة بان جعل كلّ في مقامه اللّائق به وحكم على كلّ بالعبادة اللّائقة به ، أو بين الخلائق ويكون تأكيدا لسابقه ، واشعارا برؤية محمّد (ص) ذلك (بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ) أتى بالفعل مبنيّا للمفعول تلويحا الى انّ هذا القول يجرى على كلّ لسان من غير اختصاص بقائل خاصّ (رَبِّ الْعالَمِينَ) فانّه يظهر حينئذ لكلّ أحد انّه تعالى ربّ جميع أجزاء كلّ العوالم ، عن الصّادق (ع) : من قرأ سورة الزّمر استخفاها من لسانه أعطاه الله من شرف الدّنيا والآخرة واعزّه بلا مال ولا عشيرة حتّى يهابه من يراه وحرم جسده على النّار وبنى له في الجنّة الف مدينة في كلّ مدينة الف قصر وفي كلّ قصر ، مائة حوراء ، وله مع هذا عينان تجريان ، وعينان نضّاختان ، وجنّتان مدهامّتان ، وحور مقصورات في الخيام ، وذواتا أفنان ، ومن كلّ فاكهة زوجان.
سورة المؤمن
مكّيّة كلّها ، وقيل : سوى آيتين منها نزلتا بالمدينة وهما : انّ الّذين يجادلون في آيات الله (الى قوله) لا يعلمون ، وقيل : سوى قوله : وسبّح بحمد ربّك بالعشىّ والأبكار يعنى بذلك صلوة الفجر وصلوة المغرب وقد ثبت انّ فرض الصّلوة نزل بالمدينة ، خمس وثمانون آية.