بالبيعة الخاصّة الولويّة وكانوا في متابعتهم للرّسل (ص) ثابتين غير متلوّنين لكن ما به استغفار الملائكة ليس الّا انفحّة الولاية كما ورد في أخبارنا تفسيرهم بشيعتهم ، فعن الرّضا (ع) للّذين آمنوا بولايتنا ، وعن الصّادق (ع) انّ لله ملائكة يسقطون الذّنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الرّيح الورق في أوان سقوطه وذلك قوله تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) (الآية) قال استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق (رَبَّنا) استيناف جواب لسؤال مقدّر بتقدير القول ، أو حال بتقدير القول (وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا) يعنى بالتّوبة الخاصّة الولويّة الجارية على يد ولىّ الأمر في ضمن البيعة الخاصّة (وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) في مقام عملوا الصّالحات المذكور في سائر الآيات مع الايمان (وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ) هي جنّات الاقامة الّتى لا يخرج منها الى غيرها لكونها آخرة الجنّات (الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ) عطف على مفعول وعدتهم أو على مفعول أدخلهم والمراد بالصّلاح استعداد الصّلاح فانّه نحو صلاح لا الصّلاح بالفعل الحاصل بالولاية والبيعة الخاصّة فانّه لو أريد ذلك الصّلاح لم يكن دخولهم بتبعيّة الغير ولم يثبت بذلك للمتبوع شرافة فانّ شرافة المؤمن بان يكون يدخل الجنّة بواسطته آباءه واتباعه الّذين لم يستحقّوا دخولها بأنفسهم ، فانّ من لم يبطل استعداده من آباء المؤمنين وأولادهم وأزواجهم يدخل الجنّة ان شاء الله بواسطتهم ، ويجوز ان يراد بالصّلاح الصّلاح بالفعل فيكون للآباء والاتباع استحقاق الدّخول بسبب الايمان وبسبب نسبتهم الى المؤمن فانّهم ينتفعون بتلك النّسبة أيضا (وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) تقديم الأزواج لمراعاة التّرتيب في الوجود لا في الشّرف ولا في النّسبة (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ) اى الغالب الّذى لا يمنع من مراده (الْحَكِيمُ) الّذى يعلم دقائق الاستعداد والاستحقاق وتفعل على حسبها بحيث لا يمكن ابطال فعلك والسّؤال عنك فيه (وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ) اى الشّرور الّتى تصيب النّاس يوم القيامة ويوم دخول أهل الجنان في الجنان وأهل النّيران في النّيران لانّ سيّئات الدّنيا ان كانت شرورا بالنّسبة الى المراتب الحيوانيّة ومداركها تكون رحمات من الله بالنّسبة الى المراتب الانسانيّة ومداركها بخلاف سيّئات الآخرة فانّها شرور بالنّسبة الى المقامات الاخرويّة ، وليس للإنسان مرتبة حينئذ سوى المراتب الاخرويّة حتّى تكون هي خيرات بالنّسبة إليها (وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ) يوم دخول أهل الجنان في الجنان (فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) لانّ الرّحم الدّنيوىّ فوز مشوب بالآلام بخلاف الرّحم الاخروىّ فانّه فوز غير مشوب فكأنّ الرّحم الدّنيوىّ ليس برحم ، ولكون المراد الرّحم الاخروىّ حصر الفوز العظيم فيه ، وفسّر القمّىّ الآية هكذا : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) يعنى رسول الله (ص) والأوصياء (ع) من بعده يحملون علم الله ومن حوله يعنى الملائكة الّذين آمنوا يعنى شيعة آل محمّد (ص) الّذين تابوا من ولاية بنى أميّة واتّبعوا سبيلك اى ولاية ولىّ الله ومن صلح يعنى من تولّى عليّا وذلك صلاحهم فقد رحمته يعنى يوم القيامة وذلك هو الفوز العظيم لمن نجّاه الله من هؤلاء (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) جواب سؤال مقدّر كأنّه سئل : هذا حال المؤمنين فما حال هؤلاء الكافرين الّذين يجادلون بالباطل ويهمّون برسولهم؟ أو ما حال هؤلاء الّذين كفروا بولاية علىّ (ع)؟ وهذا هو المراد ولتأكيد عقوبتهم والتّغليظ عليهم أتى بانّ هاهنا (يُنادَوْنَ) يعنى يناديهم الملائكة تهكّما بهم (لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) الامّارة أو ذواتكم ، أو المراد بأنفسهم ائمّتهم الحقّة فانّهم أنفسهم حقيقة لا نفسيّة لهم الّا بأئمّتهم (ع) ويؤيّده قوله تعالى (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ) بالله أو بالرّسول (ص)