على عذبها ، وعذبها على مالحها حتّى امتلأت ، وقيل : فجّر بعض في بعض فصارت البحور بحرا واحدا ، وقيل : أوقدت فصارت المياه نيرانا ، وقيل : يبست وذهب ماؤها فلم يبق فيها قطرة ، وقيل : ملأت من القيح والصّديد الّذى يسيل من أبدان أهل النّار في النّار (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) كلّ مع سنخه من الاناسىّ والشّياطين ، أو مع الملك والحور العين والجنّة والشّياطين ، أو كلّ مع بدنه المناسب له ، أو كلّ مع جزاء عمله في الآخرة (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) الموؤدة الجارية المدفونة حيّا ، كانوا يدفنون البنات حيّا خوفا من لحوق العار ، كانوا يقولون : انّها يسبين فيتزوّجن في غير اهلهنّ ، أو خوفا من العيلة ، وقيل : كانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت على رأسها ، فان ولدت بنتا رمت بها في الحفرة (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) والمقصود انّه يسئل عن الموؤدة نفسها أو يسئل القاتلون عن حالها (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) اى صحف الأعمال نشرت للحساب والجزاء (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) أزيلت عن موضعها (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) أو قدت حتّى ازدادت شدّة على شدّة (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) قربت من أهلها للدّخول فيها أو قربت ليشاهدها المؤمنون فيزداد سرورهم (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) النّفس في معنى الجنس الحاصل في عموم الإفراد مثل قولهم تمرة خير من جرادة ، وما استفهاميّة معلّق عنها الفعل أو موصولة ، أو المراد بنفس فرد عظيم في النّكارة لا يمكن ان يعرّف وهو نفس الثّانى (فَلا أُقْسِمُ) لا زائدة أو جوابيّة أو نافية ، والمعنى لا اقسم لعدم الحاجة الى القسم لوضوح المقسم عليه (بِالْخُنَّسِ) الخنّس الكواكب كلّها أو السّيّارة ، أو النّجوم الخمسة السّيّارة غير النّيّرين ، وخنوسها عبارة عن غيبوبتها تحت الأفق أو تحت ضوء الشّمس (الْجَوارِ) السّيّارات كجريان السّفن في البحار (الْكُنَّسِ) اى المتواريات في البروج ، وقيل : خنوسها اختفاءها بالنّهار تحت ضوء الشّمس ، وكنوسها انّها تغيب في الأفق وقت غروبها (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) اى إذا أدبر أو اقبل ، فانّ العسعسة من الاضداد تستعمل في الأدبار والإقبال (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) شبّه امتداد الشّفق بتنفّس الإنسان (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) اى القرآن ليس من عند نفس محمّد (ص) بل هو قول جبرئيل أو قرآن ولاية علىّ (ع) ، أو نصبه بالخلافة والولاية قول جبرئيل الّذى هو رسول من الله الى الأنبياء (ع) وله الكرامة عند الله (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ) في الملائكة أو في جملة المخلوقات لانّه في العالم الكبير بمنزلة النّفس الانسانيّة في العالم الصّغير (ثَمَّ أَمِينٍ) على وحي الله ومدائن علمه ، وروى عن الصّادق (ع) في قوله ذي قوّة عند ذي العرش مكين انّه قال يعنى جبرئيل قيل : قوله مطاع ثمّ أمين قال يعنى رسول الله (ص) هو المطاع عند ربّه الأمين يوم القيامة (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) عن الصّادق (ع) يعنى النّبىّ (ص) في نصبه أمير المؤمنين (ع) علما للنّاس (وَلَقَدْ رَآهُ) اى رأى القرآن أو قرآن ولاية علىّ (ع) أو جبرئيل أو عليّا (ع) (بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) وهو أفق عالم الغيب (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) اى بخيل حتّى يكتمه ولا يظهره عليكم ، وقرئ بالظّاء المؤلّف بمعنى المتّهم من الظّنّة بالكسر بمعنى التّهمة ، وروى عن الصّادق (ع) انّه قال : وما هو تبارك وتعالى على نبيّه (ص) بغيبه بضنين عليه (وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) عن علىّ (ع) (إِنْ هُوَ) اى القرآن أو علىّ (ع) (إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) وعن الصّادق (ع) انّه قال : أين تذهبون في علىّ ان هو الّا ذكر للعالمين لمن أخذ الله ميثاقه على ولايته (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ)