رؤسها كأمثال رؤس السّباع وأظفارها كأظفار السّباع ولا رأوا قبل ذلك مثلها ولا بعدها (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) معرّب «سنگ گل» (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) كورق زرع اكله الدّود ، أو كزرع أكل حبّه فبقي بلا حبّ أو كتبن أكلته الدّوابّ فدفعته.
سورة قريش
اربع آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) قرئ ليلاف قريش بدون الهمزة ، الا فهم من دون ياء ، وقرئ ليلاف قريش مثل القراءة الاولى إيلافهم بهمزة وياء بعدها وقرئ لإيلاف قريش إيلافهم في كليهما بهمزة وياء بعدها ، والجارّ والمجرور متعلّق بقوله تعالى : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) ، أو بقوله : (فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) لانّ السّورة الاولى كانت في مقام الامتنان على قريش بجعل بيتهم ومسكنهم مأمنا ، أو متعلّق بقوله تعالى (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ) يعنى لان جعل الله قريشا ذات الفة بملوك النّواحى مثل ملك الفارس والشّام والحبشة واليمن بواسطة كونهم أهل مكّة وصاحبي بيت الله فليعبدوا ربّه قيل : كان هاشم يألف الى الشّام وعبد شمس الى الحبشة ، والمطلّب الى اليمن ، ونوفل الى فارس ، وكان تجّار قريش يختلفون الى هذه الأمصار بسبب هذه الأخوّة وألفتهم لملوك تلك النّواحى ، وقيل : انّما كانت قريش تعيش بالتّجارة وكانت لهم رحلتان في كلّ سنة ، رحلة في الشّتاء الى اليمن لانّها بلاد حامية ، ورحلة في الصّيف الى الشّام لانّها باردة ، فلمّا قصد أصحاب الفيل مكّة اهلكهم الله لتألّف قريش هاتين الرّحلتين وكانت لا يتعرّض لهم أحد بسوء وكانوا يقولون : قريش سكّان حرم الله وولاة بيته ، ويجوز ان يكون اللّام للتّعجّب والعامل محذوفا (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) أخرجهم بالاطعام من جوع (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).
سورة الماعون
مكّيّة ، وقيل : مدنيّة ، وقيل : بعضها مكّىّ ، وبعضها مدنىّ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) قرئ أرأيت على الأصل ، وأريت بلا همز وأ رايتك بكاف الخطاب أو الخطاب خاصّ بمحمّد (ص) أو عامّ ، وتكذيب الدّين للجهل المركّب الّذى هو داء عياء وهو أصل جميع الشّرور يعنى أرأيت يا محمّد (ص) الّذى جمع بين رذائل القوى الثّلاث العلّامة والسّبعيّة والبهيميّة ، ولمّا كان الجهل أصل جملة الشّرور عطف على تكذيب الدّين الرّذائل الاخر بالفاء فقال (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُ) اى يدفع (الْيَتِيمَ)