على المستبصر تعميم اللّيل والنّهار والشّمس والقمر (وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَ) أتى بالجمع امّا لكون المراد بالشّمس والقمر الجنس وتعدّد افرادهما وعمومهما كما عليه حكماء الافرنج ، ويستفاد من تلويحات الاخبار ، أو للاشارة الى التّأويل وكثرة الشّمس والقمر بحسب التّأويل فانّ النّبىّ (ص) وخليفته يعبّر عنهما بالشّمس والقمر وكذلك خلفاؤهما ومشايخهما والعقل والنّفس يطلق عليهما الشّمس والقمر ، والعقل الكلّىّ والنّفس الكلّيّة شمس وقمر ، وكلّ معلّم ومتعلّم شمس وقمر ، وفي عالم البرزخ وعالم المثال شموس وأقمار (إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) يعنى ان كنتم تحصرون العبادة فيه ، فانّ النّظر على الواسطة وجعله مسمّى مع انّه كان اسما امّا كفر أو شرك ، والنّظر على ذي الواسطة من مرآة الواسطة عبادة للمسمّى بإيقاع الأسماء عليه وتوحيد لذاته ولعبادته ، وهاهنا أحد مواضع السّجود الفرض الاربعة (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا) صرف الخطاب عنهم الى نبيّه (ص) لانّ النّهى والأمر كانا للمشركين بالاشراك الصّورىّ الّذين كانوا يعبدون الشّمس والقمر ، أو للمشركين بالاشراك المعنوىّ الّذين كانوا يعبدون النّفس واهويتها ، أو الّذين كانوا يرون النّبىّ (ص) أو خليفته (ع) منفكّا عن الله تعالى ، أو الّذين كانوا يعبدون الملائكة وكانوا يرونهم غير الله ، وكان المناسب ان يكون الخطاب لهم حتّى يكون سببا لنشاطهم في الاستماع ، وهذا تسلية له (ص) عن حزنه على استكبارهم (فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) من الملائكة المقرّبين الّذين لهم مقام العنديّة بالنّسبة اليه تعالى ومن الاناسىّ الكاملين الّذين حصل لهم مقام العنديّة (يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) الإتيان باللّيل والنّهار قيدا لتسبيحهم دليل على ارادة الكمّلين من الاناسىّ (وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) كناية عن يبسه وقراره (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ) اهتزاز الأرض بهيجان حبوبها وعروقها لنبت النّبات وورق الأشجار (وَرَبَتْ) بالنّبات (إِنَّ الَّذِي أَحْياها) بالنّبات بعد موتها عن النّبات (لَمُحْيِ الْمَوْتى) بالحيوة الشّريفة الانسانيّة بعد موتهم عن الحيوة الحيوانيّة بل عن الحيوة البشريّة عند النّفخة الاولى (إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) من الاماتة والأحياء وغير ذلك (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا) جواب لسؤال مقدّر كأنّه قيل : ما لمن يرى تلك الآيات وينصرف عنها بل يصرفها عن وجهها بالتّحريف والتّأويل واللّغو فيها والطّعن والرّدّ والاستهزاء بها؟ ـ فقال : انّ الّذين يميلون عن الاستقامة في الآيات (لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ) في مقام فيلقون في النّار لكنّه أتى بتلك العبارة اشارة الى هذا المعنى مع شيء آخر (خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) وعيد شديد (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ) جملة لا يخفون خبر أو حال أو مستأنفة وجملة أفمن يلقى خبر أو خبر بعد خبر أو حال أو مستأنفة والكلّ بتقدير القول وجملة اعملوا خبر أو خبر بعد خبر أو حال أو مستأنفة والكلّ بتقدير القول وانّ الّذين كفروا تأكيد لقوله انّ الّذين يلحدون وخبر انّ محذوف بقرينة خبر انّ الاولى أو مستأنفة جواب لسؤال مقدّر والخبر محذوف بقرينة السّابق اى لا يخفون أو هم الّذين يلحدون أو الخبر قوله تعالى أولئك ينادون من مكان بعيد (وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ) مكرّم (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) اى من بعده بإتيان رسول وكتاب ينسخه أو من قبله بان يبطله الكتب الماضية مثل التّوراة والإنجيل (وَلا مِنْ خَلْفِهِ) بالوجهين (تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) في مقام التّعليل لعدم البطلان سواء كان خبر مبتدء محذوف والجملة مستأنفة أو حالا أو كان خبرا بعد خبر (ما يُقالُ لَكَ) جواب سؤال مقدّر كأنّ محمّدا (ص) قال : ما افعل بهم وبما يقولون