حياة الآمدي
نشأته ـ دراساته وشيوخه ـ رحلاته العلمية
أولا : نشأته :
١ ـ موطنه :
ولد الآمدي بمدينة (آمد) (١) ـ وإليها ينسب ـ سنة ٥٥١ ه (١١٥٦ م) وكانت آمد عند مولده تحت إمرة جمال الدّولة أبى القاسم (٢) أحد رجال الدّولة الأرتقية ـ وهى من فروع السّلاجقة ـ التى ظلت تحكم آمد وما حولها ، حتى سنة ٦٢٩ ه تاريخ استيلاء الملك الكامل عليها (٣).
وآمد بكسر الميم ـ وهى لفظة رومية ـ بلد قديم حصين ركين مبنى بالحجارة السّود على نشز ، ودجلة محيطة بأكثره ، مستديرة به كالهلال ، وهى تنشأ من عيون بقربه (٤). وهى أعظم مدن ديار بكر ، وأجلها قدرا ، وأشهرها ذكرا.
وهى الآن جزء من تركيا حيث يسميها الأتراك آميدة. وقره آمد. وهى تبعد عن القسطنطينية بمائتين وثلاثين فرسخا. ومعظم سكّانها من المسلمين. وإلى آمد ينسب كثير من أهل العلم ـ فى كثير من الفنون ـ قبل الآمدي وبعده (٥).
في هذه المدينة ولد صاحبنا ، وقضى فيها أعوامه الأولى يدرس مبادي القراءة والكتابة ، ويحفظ القرآن الكريم ، ويدرس التّجويد ، والقراءات ، وشيئا من علوم العربية
__________________
(١) (آمد) جد قبيلة من العرب يدعون بنى آمد ، كانت مواطنهم بين مواطن طى أجا وسلمى والعراق. وربما كان اسم مدينة آمد مأخوذا منه.
(دائرة المعارف للبستانى المجلد الأول ص ١٤٥ ط بيروت سنة ١٨٧٦).
(٢) تاريخ الفارقى ص ٢٢٦ المعروف بذيل تاريخ دمشق. لأبى يعلى القلانسى طبع في بيروت سنة ١٩٠٨ بمطبعة الآباء اليسوعيين.
(٣) مفرج الكروب في أخبار بنى أيوب ٥ / ١٢ ـ ١٣ لابن واصل تحقيق د. حسنين محمد ربيع. مراجعة د. سعيد عاشور مطبعة دار الكتب سنة ١٩٧٣.
(٤) معجم البلدان للعلامة ياقوت الحموى ج ١ ص ٥٦. ط دار صادر ببيروت سنة ١٩٥٥ م ، مراصد الاطلاع للبغدادى ج ١ ص ٦ تحقيق : على البجاوى ، وأحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسى المعروف بالبشارى ط ٢ سنة ١٩٠٩ ص ١٤٠.
(٥) عينت منهم ستة وعشرين وتحدثت عنهم في ص ٤١ ، ٤٢ في دراستى عن الآمدي رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين.