الفصل الثانى
فى حدّ الحدّ المعرّف للمحدود (١)
وقد اختلف فى ذلك :
فقال (٢) قوم : هو الجامع المانع.
وهو باطل. بما لو سئل عن حد (٣) الإنسان ؛ فقيل هو إنسان ؛ فإنه جامع مانع ، ومع ذلك لا يكون حدا صحيحا ؛ لما فيه من تعريف الشيء بنفسه ؛ وهو محال ؛ إذ المعرف للشىء يجب أن يكون أعرف من ذلك الشيء ، وأسبق منه فى المعرفة ؛ وتعريف الشيء بنفسه يوجب كون الشيء أسبق فى المعرفة ، من معرفة نفسه ؛ وهو ممتنع (٤).
والحق فى ذلك أن يقال : هو ما يعرّف المطلوب ، ويميزه عما سواه (٥) ، هذا هو حدّ الحدّ مطلقا ، ويدخل فيه حدّ حدّ الحدّ ؛ فلا يفضى إلى التسلسل ؛ كما ظن.
وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
لأنه إما أن يطلب به شرح الحقيقة ، أو شرح اسمها.
فإن طلب به شرح الحقيقة وتميزها. فلا يخلو : إما أن يكون / مميزا لها تمييزا ذاتيا ، أو عرضيا.
فإن كان الأول : فيسمى حدا حقيقيا.
وإن كان الثانى : فيسمى حدا رسميا.
وإن كان شارحا للاسم : فيسمى حدا لفظيا.
أما الحد الحقيقى : فهو ما يميز المطلوب عن غيره ، بأمر ذاتى. وهو منقسم إلى : تام ، وناقص.
__________________
(١) انظر شرح الطوالع ص ١٧ ، ١٨ ثم قارن بشرح المواقف ص ١٣٢ ـ ١٣٦.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) ساقط من (ب).
(٤) زائد في ب (قال شيخنا أبو الحسن الآمدي).
(٥) فى ب (عداه).