العلوم ، ثم انتقل إلى الديار المصرية ، وتولى الإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعى (١)» ، وهذا النّص يدلّ على أن فترة مقامه بالشام كانت لاستكمال دراسته التى بدأها في بغداد ؛ بدليل توليه للإعادة بعد ذلك في مصر أول حضوره بها.
ومن البحث يتضح أن الآمدي قد أقام بالشام مدة عشر سنوات في الفترة من سنة ٥٨٢ ه تاريخ دخوله دمشق إلى سنة ٥٩٢ ه تاريخ خروجه من الشام إلى مصر ، قضاها بين مدنه المختلفة ، ومنها بالتحديد دمشق ، وحلب ، وأن هذه الفترة كانت لاستكمال دراسته التى بدأها بآمد ، وبغداد.
ج ـ رحلته إلى مصر [٥٩٢ ه ـ ٦١٣ ه]
١١٩٦ م ـ ١٢١٧ م
حضر الآمدي إلى مصر في ذى القعدة من سنة ٥٩٢ ه في عهد السلطان العزيز عثمان ، ونزل في المدرسة المعروفة (بمنازل العز).
وتعتبر هذه الفترة من أهم الفترات في حياة الآمدي ؛ فقد مكث في مصر أكثر من عشرين عاما ، قضاها في القاهرة ، والإسكندرية ؛ وأصدر فيها عددا كبيرا من الكتب في مجالات مختلفة من الثقافة الإسلامية : كالمنطق ، والفلسفة ، والجدل ، والخلاف ، والأصول ، والكلام.
وقد حضر الآمدي إلى مصر وعمره إحدى وأربعون سنة ، وقضى فيها الفترة الذهبية من عمره المديد ـ من الأربعين حتى الستين ـ وألّف فيها كثيرا من مؤلفاته الخاصة به مثل :
(خلاصة الإبريز تذكرة الملك العزيز) الّذي أهداه إلى الملك العزيز كما سيأتى و (رموز الكنوز) و (دقائق الحقائق) و (لباب الألباب) و (الترجيحات) و (غاية الأمل في علم الجدل) و (التعليقة الصغيرة) و (التعليقة الكبيرة) و (غاية المرام في علم الكلام) وأخيرا (أبكار الأفكار) كما سيأتى ـ بالإضافة إلى شرحه لبعض كتب السابقين : والتى أرجح أنه بدأ بها كما هى عادة المؤلفين المبتدءين يبدءون بشرح كتب الغير ، ثم بعد وصولهم إلى مرحلة النضج يبدءون في تأليف كتبهم الخاصة بهم.
__________________
(١) وفيات الأعيان ٢ / ٤٥٥ ترجمة رقم (٤٠٥).