الصفة الخامسة عشرة : «الضحك» (١)
وقد أثبت المشبهة صفة الضحك للبارى (٢) ـ تعالى ـ تمسكا بما روى عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه قال. فى أثناء حديث «فضحك حتّى بدت نواجزه» (٣) ويمتنع حمله على التبسّم ، والقهقهة بالآلات ، والأدوات الجسمانية ؛ لما سيأتى (٤) إبطاله في إبطال التشبيه. وعلى ضحك لا كضحكنا ؛ لما تقدم ؛ فلا بد من التأويل.
وتأويله أن يقال : الضحك قد يطلق على ظهور تباشير النجح في كل أمر.
ومنه يقال : / الضحك الرياض إذا بدت أزهارها ، وعلى هذا فقوله فضحك ؛ أى بدت تباشير الخير ، والنجح منه.
وقوله : «حتى بدت نواجزه» : أى ظهر كنه ما كان متوقعا منه ؛ فإن بدو النواجز قد يطلق على هذا المعنى.
ومنه قول الشاعر :
قوم إذا الشّر أبدى ناجزيه لهم |
|
طاروا إليه زرافات ووحدانا (٥) |
أما أن يكون المراد به الأسنان ؛ فهو محال.
__________________
(١) انظر الشامل لإمام الحرمين ص ٥٦٥ وأساس التقديس للرازى ص ١٤٤ ـ ١٤٦.
(٢) فى ب (لله).
(٣) انظر المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوى ٣ / ٤٨٣ ، فقد ورد بالنص التالى : (فضحك النبي ، رسول الله «ص». حتى بدت نواجزه) ويحيل على مواضع متعددة في الكتب الستة للبخارى ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، وأبى داود ، وأحمد بن حنبل مما يؤكد أن المقصود به النبي صلىاللهعليهوسلم.
وما ورد جزء من حديث عن عبد الله بن مسعود في البخارى ٦ / ١٥٧ ـ ١٥٨
(كتاب التفسير ، تفسير سورة الزمر) وانظر صحيح مسلم ٤ / ٢١٤٧
(كتاب صفات المنافقين ، باب صفة القيامة والجنة والنار) كما ورد هذا الحديث من مواضع أخرى من الصحاح وفي سنن أبى داود وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة ومسند الإمام أحمد.
(٤) انظر ل ١٤٣ / ب وما بعدها.
(٥) ورد هذا البيت في الشامل لإمام الحرمين ص ٥٦٥.