الفصل الثالث
فى معانى أسماء الله (١) ـ تعالى (٢) ـ
والأسماء الحسنى تسعة وتسعون اسما (٣).
١ ـ أولها : الله : وهو من الأسماء الخاصة بذاته لا يوصف به غيره ـ تعالى ـ وقد اختلف فيه.
فذهب ذاهبون : إلى أنه اسم علم للذات ، لا اشتقاق له (٤).
وذهب ذاهبون : إلى أنه مشتق ؛ إذ الأصل فيه : إله ، غير أنه دخلت عليه اللام للتفخيم والتعظيم ، فقالوا : الإله.
ولما كان استعمال ذلك غالبا ، والهمزة مستقلة ، حذفوا الهمزة ، وأدغموا لام التعظيم فى اللام الأخرى فقالوا : الله.
ومنهم من قال : الأصل فيه لاه. غير أنهم أدخلوا عليه لام التعظيم فقالوا : الله.
__________________
(١) انظر الأسماء والصفات للبيهقى ، والاعتقاد له أيضا من ١٣ ـ ٢١ والإرشاد لإمام الحرمين ص ١٤٣ ـ ١٥٥ والمقصد الأسنى للغزالى من ص ٤٨ إلى آخر الكتاب وشرح المواقف للإيجي ٢ / ٤٠٤ ـ ٤٠٧ فما فيه اختصار لما ورد هنا مفصلا. ومن الكتب الحديثة : كتاب الأسماء الحسنى للدكتور حسن عز الدين الجمل وكتاب الأسماء الحسنى ـ لابى الوفاء محمد درويش ـ واشتقاق الأسماء الحسنى للزجاجى رسالة دكتوراه بجامعة عين شمس أعدها عبد الحسين المبارك.
(٢) فى ب (الحسنى).
(٣) ما ذكره الآمدي هنا يتفق مع ما جاء فى صحيح الترمذي الجزء الثالث عشر ص ٣٤ (حدثنا الوليد بن مسلم.
حدثنا شعيب ... عن أبى هريرة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة وهى ...» ثم شرع فى عدها كما نقلها الآمدي هنا.
كما جاء فى صحيح البخارى الجزء الثامن ص ١٠٩ ما يتفق مع هذه الرواية.
وجاء فى الجزء الحادى عشر من كتاب فتح البارى بشرح صحيح البخارى للعسقلانى ص ١٨٠ أن رواية الوليد عن شعيب هى أقرب الطرق الى الصحة ، وعليها عول غالب (من شرح الأسماء الحسنى). كما جاء فى كتاب الاعتقاد على مذهب السلف للحافظ البيهقى ص ١٣ ، ١٤ برواية الوليد. ثم ذكر رواية أخرى سأذكرها فى آخر الفصل وأوضح ما بينهما من فروق. وقد ورد فى سنن ابن ماجة الجزء الثانى ص ٢٢٨ باب أسماء الله عزوجل.
برواية أخرى عن زهير بن محمد التميمى عن أبى هريرة : ما يخالف رواية الوليد فى خمسة وعشرين اسما على ما سأوضحه فى نهاية هذا الفصل. مع العلم بأن الأرقام التى ذكرتها ليست فى الأصل.
(٤) وهو أحد قولى الخليل ، وسيبويه ، والمروى عن أبى حنيفة ، والشافعى ، وأبى سليمان الخطابى ، والغزالى رحمهمالله.
(انظر شرح المواقف ٢ / ٤٠٤).