«المسألة السابعة»
فى استحالة حلول ذات البارى ـ تعالى ـ أو صفة
من صفاته فى محل (١)
اتفق العقلاء ، وأرباب الملل على استحالة حلول ذات البارى ـ تعالى ـ وصفاته فى محل. خلافا للنصارى (٢) ، والنّصيريّة ، والإسحاقية (٣) من غلاة الشيعة ، وبعض المشبهة.
أما النّصارى : فلهم تفصيل مذهب فى حلول اللاهوت بالناسوت ، وتدرعه به ، واتحاده به ، نأتى على استقصائه عند الرد عليهم إن شاء الله تعالى (٤).
وأما النّصيرية ، والإسحاقيّة : فإنهم قالوا : ظهور الروحانى بالجسد الجسمانى أمر غير منكر.
أما فى جانب الخير : فكظهور جبريل عليهالسلام ببعض الأشخاص ، والتصور بصورة بعض الأعراب.
وأما فى جانب الشر : فكظهور الشيطان بصورة إنسان حتى يعلم به الشر ، ويتكلم بلسانه.
وعلى هذا فغير ممتنع أن يظهر الرب ـ تعالى ـ بصورة أشخاص. ولما لم يكن بعد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أفضل من على ـ عليهالسلام ـ وبعده أولاده
__________________
(١) انظر شرح الطوالع ص ١٥٨ والمواقف ص ٢٧٤ وشرح المقاصد ٢ / ٥٢.
(٢) النصارى : أمة المسيح عيسى بن مريم عليهالسلام ، وكانت مدة دعوته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام ، أثبتوا لله ـ تعالى ـ أقانيم ثلاثة ؛ فهو واحد بالجوهرية ثلاثة بالأقنومية ، وقد افترقت النصارى اثنتين وسبعين فرقة ، وكبار فرقهم ثلاث : الملكانية ، والنسطورية ، واليعقوبية كما سيأتى (الملل ٢ / ٢٥ ـ ٣٣ المغنى ٥ / ٨٠ ـ ١٥١).
(٣) النصيرية والإسحاقية :
من جملة غلاة الشيعة ، وهما يتفقان فى أمور ، ويختلفان فى أمور أخرى قالوا : ظهور الروحانى بالجسد الجسمانى أمر واقع غير منكر فى جانبى الخير والشر ، وبينهما خلاف فى كيفية إطلاق اسم الإلهية على الأئمة من أهل البيت ، وربما أثبتوا الشركة فى الرسالة بين الرسول صلىاللهعليهوسلم ، والإمام على ـ إلا أن النصيرية أميل إلى تقرير الجزء الالهى.
والإسحاقية أميل إلى تقرير الشركة فى النبوة ـ وهما من الفرق الخارجة عن الإسلام. (الملل والنحل ١ / ١٨٩ ، ١٩٠).
(٤) انظر المسألة الثامنة ل ١٥٧ / أوما بعدها.