«الفصل الثانى (١)»
فى امتناع وجود إلهين لكل واحد منهما من صفات
الإلهية ما للآخر (٢)
وقد احتج النافون للشركة بمسالك ضعيفة.
المسلك الأول (٣) :
وهو ما ذكره الفلاسفة ؛ وذلك أنهم قالوا : لو قدر وجود واجبين كل واحد منهما واجب لذاته. فلا يخلو : إما أن يقال باتفاقهما من كل وجه ، أو باختلافهما من كل وجه ، أو باتفاقهما من وجه ، دون وجه.
فإن كان الأول : فلا تعدد فى مسمى واجب الوجود ؛ إذ التعدد ، والتّغاير دون مميز ؛ محال.
وإن كان الثانى : فما اشتركا فى وجوب الوجود.
وإن كان الثالث : فما به الاشتراك غير ما به الافتراق ، وما به الاشتراك ، إن لم يكن
__________________
(١) نقل ابن تيمية فى كتابه (درء التعارض ٤ / ٢٤٨ ـ ٢٥١) من أول قول الآمدي «الفصل الثانى : الى قوله : فلم قلتم بكونه أمرا وجوديا» ثم انتقل الى قوله : «وعلى هذا بطل الى قوله : مع تعدده» ثم علق على النقلين وناقشهما بالتفصيل ص ٢٥١ وما بعدها.
(٢) من كتب أهل الحق الأشاعرة التى توضح وجهة نظرهم وردهم على خصومهم :
انظر اللمع للأشعرى ص ٢٠ ، ٢١ والتمهيد للباقلانى ص ٤٦ ، ١٥١ ، ١٥٢ والإنصاف له أيضا ص ٢٢ وأصول الدين للبغدادى ص ٨٣ ـ ٨٦ والإرشاد لإمام الحرمين ص ٥٢ ـ ٦٠ والشامل فى أصول الدين له ص ٣٤٥ ـ ٤٠١ ولمع الادلة له أيضا ص ٨٦ ، ٨٧ والاقتصاد فى الاعتقاد للغزالى ص ٣٦ ـ ٣٨ والمقصد الأسنى له ص ١٢٦ طبع الجندى والمضنون به على غير أهله ص ١٣٣ ضمن مجموعة القصور العوالى ، الجزء الثانى ، نشر مكتبة الجندى وإلجام العوام ص ١١٧ له أيضا ضمن مجموعة القصور العوالى ـ الجزء الثانى ـ ونهاية الأقدام للشهرستانى ص ٩٠ ـ ١٠٢. والمحصل للرازى ص ١٤٠.
ومن كتب الآمدي غاية المرام ص ١٥١ ـ ١٥٥.
ومن كتب المتأخرين المتأثرين بالآمدي : انظر طوالع الأنوار ص ١٦٣ ـ ١٦٦ وشرح المواقف ٢ / ٣٤٤ ، ٣٤٥ وشرح المقاصد ٢ / ٤٥ ـ ٤٨. ومن كتب السلفيين التى توضح وجهة نظرهم فى هذه المسألة : انظر موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لابن تيمية ١ / ١٣٤ ـ ١٣٨ واجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص ٣٢ وما بعدها وشرح الطحاوية ص ٢٠ ـ ٢٨ لابن أبى العز الحنفى.
(٣) لتوضيح رأى الفلاسفة : انظر كتاب الكندى إلى المعتصم بالله فى الفلسفة الأولى ص ٩٠ ـ ٩٢ ، ١٢٢ ـ ١٤٣ وعيون المسائل للفارابى ص ٥ وما بعدها. والإشارات لابن سينا ٣ / ٥٢ ـ ٧٤ والنجاة له أيضا ص ٢٤٩ ـ ٢٥١ ومناهج الأدلة لابن رشد ص ٤٩ ـ ٥٣.