الجهة الثامنة
بماذا تُمَيَّزُ المعجزةُ عن السحر ؟
لا ريب في أن هناك جماعة من الناس لهم القدرة على القيام بأعمال مدهشة وعجيبة لا يمكن تفسيرها عن طريق العلوم المتعارفة وهؤلاء كالمرتاضين الهنود وغيرهم ، الذين تقدم نقل شطر من أعمالهم . وكالسحرة والمشعوذين .
وكأساتذة التنويم المغناطيسي ، الذي كشفه « مسمر » الألماني في القرن الثامن عشر ، وبه يتمكن الأستاذ من السيطرة على الوسيط الذي فيه استعداد خاص للتأثّر ، وكيفية ذلك أنّ الأستاذ ينظر في عين الوسيط نظرات عميقة ويجري عليه حركات يسمونها « سحبات » ، فما تمضي لحظة إلّا ويغطّ الوسيط غطيط النوم ، على وجه لو قام أحد يَخِزُهُ بالإبرة وَخَزاتٍ عديدة ، لا يبدي الوسيط حراكاً ، ولا يُظهر أَيّ شيء يدلّ على شعوره وإحساسه . فعند ذلك يقوم الأستاذ بسؤاله أسئلة ربما يقتدر معها على كشف المغيبات ، ويستطيع أن يتصرف فيه بنحو يقنعه معه بتغيير اسمه ، وغير ذلك (١) .
وهنا يُطرح السؤال التالي : مع وجود هذه الأمور المدهشة والعجيبة والخارقة للقوانين المتعارفة ، التي تحصل بالرياضة وسحر السحرة ، وألاعيب المشعوذين ، فكيف نتمكن من تمييزها عن المعجزة والآية الإلهية ؟ .
__________________
(١) لاحظ مناهل العرفان ، ج ١ ، ص ٦١ .