بصياغة أدبية وقوالب علمية ، تحت إسم « تجلّي الأحوال الروحية » . والمغزى والجوهر واحد .
سبحانك يا رب ، ما أعظم جناية الإنسان على أوليائك والصالحين من عبادك ، البالغين القمة في العقل والدراية والفكر والحكمة ، حتى وسمهم هؤلاء المفترون تارة بالخبط وأخرى بالجنون .
وقد أسهب الأُستاذ فريد وجدي الكلامَ فيها في موسوعته ، نأتي منه بما يكفي في بيان المراد منها :
كان الغربيون إلى القرن السادس عشر ـ كجميع الأُمم المتدينة ـ يقولون بالوحي ، لأنّ كتبهم مشحونة بأخبار الأنبياء . فلما جاء العلم الجديد بشكوكه ومادياته ، ذهبت الفلسفة الغربية إلى أنّ مسألة الوحي من بقايا الخرافات القديمة ، وغالت حتى أنكرت الخالق والروح معاً . وعلّلت ما ورد عن الوحي في الكتب القديمة بأنّه إمّا اختلاق من المتنبئة أنفسهم لجذب الناس إليهم وتسخيرهم لمشيئتهم ، وإمّا هَذَيانٌ مَرَضيٌ يعتري بعض العصبيين ، فيخيل إليهم أنّهم يرون أشباحاً تكلّمهم ، وهم لا يرون في الواقع شيئاً .
وقد راج هذا التعليل في العالم الغربي حتى صار مذهب العلم الرسمي . وظلّ الأمر على هذا المنوال حتى العام ١٨٤٦ عندما ظهرت في أمريكا آية الأرواح وسرت منها إلى أوروبا كلها ، وأثبت الناس بدليل محسوس وجود عالم روحانى آهل بالعقول الكبيرة والأفكار الثاقبة ، فتغير وجه النظر في المسائل الروحانية ، وأُحييت مسألة الوحي بعد أن كانت في عداد الأضاليل القديمة ، وأعاد العلماء البحث فيها على قاعدة العلم التجريبي المقرر ، لا على أُسلوب التقليد الديني ، ولا من طريق الضرب في مهامه الخيالات .
فقد تألّفت في لندرة سنة ١٨٨٢ جمعية
دعيت باسم « جمعية المباحث النفسية » ، برئاسة السير « جويك » المدرس في جامعة كمبريدج ، وهو من أكبر