سمات الأنبياء (٣) |
|
علم النبي بالمعارف والأحكام
إنّ الهدف الأسمى من بعث الأنبياء ، هداية الناس إلى المعارف العليا الراجعة إلى المبدأ والمعاد ، وما يضمن سعادتهم في حياتهم الدنيوية والأُخروية بالعمل بالأحكام الشرعية . ولأجل تحقق تلك الغاية يشترط أن يكون النبي على كمال المعرفة بتلك المعارف والأحكام ، مُسْتَقِياً لها من معينها ومصدرها ، معرفةً لا جهلَ فيها ، ولا شك ولا شُبْهَة .
وعلى ذلك ليس الأنبياء مجتهدين في استنباط المعارف والأحكام والوظائف العملية ، فإنّه أمر لا يخلو عن الجهل والإشتباه والخطأ . فما أوهن ما ذكره القوشجي في تصحيح تحريم المتعتين من جانب الخليفة عمر تجاه تحليل النبي لها ، بقوله : « إنّ ذلك ليس ممّا يوجب قَدْحاً فيه ( الخليفة ) ، فإنّ مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الإجتهادية ليس ببدع !! » (١) .
فيلاحظ عليه
أولاً ـ إنّ النصوص القُرآنية تضافرت على أنّ ما يحكم به النبي ، عن وحي إلهي لا يتطرق إليه السهو والخطأ ، كما قال عزّ من قائل : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ
__________________
(١) شرح التجريد للقوشجي ، ص ٤٨٤ .