لا شك أنّه ادعى النبوة ، بضرورة التاريخ ، ونصّ كتابه :
( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ) (١) .
قد ضبط التاريخ أنّه كانت لنبيّ الإسلام معاجز كثيرة في مواقف حاسمة ، غير أنّه كان يركّز على معجزته الخالدة وهي القرآن الكريم . ونحن نقدم البحث في هذه المعجزة الخالدة ، ثم نتبعه بالبحث في سائر معجزاته .
ولا شك أنّه تحدى ـ بما ادّعى أنّه أمر معجز ـ الإنسَ والجنَّ ، وقال بنصّ كتابه : ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ، وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ (٢) .
إنّ من ألمَّ بتاريخ تحدّي النبي الأكرم : من زمن نزول القرآن إلى عصرنا هذا ، يقف على أنّه لم يتمكن فرد ، ولا لجنة علمية من الإتيان بمثل معجزته . ويعرف تفصيل ذلك عند البحث عن إعجاز القرآن ، فانتظر .
إنّ هذا القيد ، يبحث عنه في سائر معاجزه التي له فيها مورد ، كما في إناطة
__________________
(١) سورة الأعراف : الآية ١٥٨ .
(٢) سورة البقرة : الآية ٢٣ . وفي آيات أخرى تأتي الإشارة إليها .