وقد اكتسب شهرة في الأدب والشعر ، كما نال بذلك أعداءً حاقدين ، ومن المحتمل أنّه عزي إليه التنبوء ومعارضة القرآن الكريم من جانب أعدائه .
وقد قتل عام ( ٣٥٤ ) ، ولم يكن قتله إلّا لهجوه رجلاً يسمّى ضبّة .
أحمد بن عبد الله من معرّة النعمان ، أحد الأدباء الفحول ، والشعراء البارزين ، وبما أنّه كان أعمى ، وكان حليف بيته في أُخريات عمره ، كان يسمّي نفسه رهين المحبِسين ، وقد كان معاصراً للسيد المرتضى ، وكان بينهما مساجلات ومناظرات .
ومع ذلك لما سئل عن فضل السيد وكماله ، أجاب بالبيتين التاليين :
يا سائلي عنه لما جِئْتُ تسألُهُ |
أَلا هُوَ الرجلُ العاري من العارِ |
|
لو جئته لرأيت الناس في رجل |
والدَّهْرَ في ساعةٍ والأَرْضَ في دارِ |
ومات ولم يتزوج ولم يعقّب ، وأوصى أن يُكتب على صخرة قبره :
هذا جناة أبي عـ |
ـليَّ وما جنيت على أحد |
وقد اختلف المؤرخون في إيمانه وكفره ، فهناك من الناس من يرمونه بالكفر كياقوت الحَمَوي ، والذَّهبي ، وسعد الدين التفتازاني ، ومعاصره الخطيب البغدادي . والأشعار التي عزيت إليه تدلّ على انحرافه عن الإسلام .
وهناك من ذهب إلى خلاف ذلك منهم كمال الدين عمر بن أحمد بن عديم الحلّي ، المتوفى عام ٦٦٠ ، ألّف كتاباً باسم « الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجرّي عن أبي العلاء المعرّي » . وقد طبعت خلاصته في تاريخ حلب ، فطرح دلائل المتخاصمين في المعري ، ثم قضى بينهم على نهج أدى به إلى الحكم بكونه رجلاً غير منحرف عن الإسلام . وممّا قال فيه : « إنّ سائر ما في ديوانه من الأشعار الموهمة ، فهي إمّا مكذوبة عليه أو هي مؤولة » (١) .
__________________
(١) تاريخ حلب ، ج ٤ ، ص ٧٧ ـ ١٨٠ .