شواهد إعجاز القرآن (١) |
|
أُمِّيَّةُ حامِل الرسالة
لم يختلف اثنان من الأُمّة الإسلامية في أنّ النبيَّ كان أُمِّيّاً لا يحسن القراءة والكتابة قبل بزوغ فجر دعوته ، وصحائف حياته أوضح دليل على ذلك ، فلم يدخل مدرسة ، ولم يحضر على أحد للدراسة وتعلُّم الكتابة ، بل كان ربيب البادية ، بعيداً عن حضائر الفنون ، نائياً أيَّ نأي عن محاضر الحكماء ، ومجالس العلماء . بل ليس شيء في تاريخ النبي أوضح من أُمِّيَّته .
ولم يكن هو فقط مختصاً بهذا الوصف ، بل كان علية القوم والسواد الأعظم في أمّ القُرى وحولها ، محرومين من هذا الكمال ، ولأجل ذلك يصفهم القرآن بالأُميين ، في قوله سبحانه :
( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ، وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ، وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) (١) .
كما يصف حال النبي بالنسبة إلى القراءة ، والكتابة بقوله : ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) (٢) .
وبالرغم من مغالطة قساوسة الغرب والمستغربة ، وتشبثاتهم بمراسيل عن
__________________
(١) سورة الجمعة : الآية ٢ .
(٢) سورة العنكبوت : الآية ٤٨ .