تشريعه لقوانين خاصة ، لها دور التحديد والرقابة بالنسبة إلى عامة تشريعاته . فهذه القوانين الحاكمة ، تعطي لهذا الدين مرونة يماشي بها كل الأجيال والقرون .
يقول سبحانه : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) (١) .
ويقول سبحانه : ( يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ، وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) (٢) .
ويقول سبحانه : ( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) (٣) .
ويقول سبحانه : ( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ) (٤) .
ويقول سبحانه : ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ) (٥)
وما ورد حول النهي عن الضرر من الآيات ، كلها تحدّد التشريعات القرآنية بحدود الحرج والعسر والضرر . فإذا صارت الأحكام مبدأ لواحدٍ منها ، تكون مرتفعة غير لازمة الإمتثال . فلولا هذه التحديدات الحاكمة ، لما كانت الشريعة الإسلامية مماشية لجميع الحضارات البشرية .
* * *
إنّ الحياة البشريّة في تغيُّر دائم ، وتبدُّل مطَّرد ، ورسوم وتقاليد تزول ، وأُصول وحاجات جديدة تطرأ ، تحتاج إلى تلبيتها ورفعها ، هذا من جانب .
ومن جانب آخر إنّ الهدف من التقنين هو رفع حاجات المجتمع في المجالين الفردي والاجتماعي .
__________________
(١) سورة الحج : الآية ٧٨ .
(٢) سورة البقرة : الآية ١٨٥ .
(٣) سورة البقرة : الآية ١٧٣ .
(٤) سورة الأنعام : الآية ١١٩ .
(٥) سورة النحل : الآية ١٠٦ .