قرون من الزمن ، في عصر متخلّف ، منحط ، تنعدم فيه كل وسائل التجربة والإختبار .
والعجب أنّ تلميذ النبي الأعظم ، وربيبه ، ووصيَّه ، علي بن أبي طالب عليه السلام ، يفسّر الآية بقوله : « مُؤَلِّفٌ بين متعادياتها ، مفرقٌ بين متدانياتها ، دالّةٌ بتفريقها على مُفَرِّقِها ، وبتأليفها على مُؤَلِّفها ، وذلك قوله : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) » (١) .
* * *
لا يزل التحقيق والبحث مستمراً للتيقن من وجود حياة حيوانية في غير الكرة الأرضية ، بعد أن كشف العلم عن وجود مظاهر للحياة النباتية على بعض الكرات ، هذا . مع أنّ القرآن الكريم قد أخبر عن وجود الدوابّ في السموات والأرض بقوله : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ، وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ) (٢) .
والدَّابَّة ، عبارة عن كل ما يدبّ ويتحرك ، وبحكم عود ضمير التثنية ( فيهما ) إلى السموات والأرض ، نستكشف أنّ الحياة ليست مقصورة على الكرة الأرضية ، وأنّها توجد أيضاً في السموات والأجرام العُلْوية .
وإلى ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بقوله : « هٰذِهِ النُّجُومُ التي في السماء مدائن ، مثل المدائن التي في الأرض » (٣) .
* * *
__________________
(١) التوحيد ، للصدوق . الباب ٤٣ ، الحديث الثاني ، ص ٣٠٨ . وقد نقله في ص ٣٧ ، باب التوحيد ونفي التشبيه ، والحديث الثاني عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام .
(٢) سورة الشورى : الآية ٢٩ .
(٣) سفينة البحار ، مادة نجم ، ج ٢ ، ص ٥٧٤ .