محمداً لم يأت بأية معجزة قط » (١) . وتبعه سائر القساوسة ، ولاكوه بين أشداقهم ، وما زالوا إلى يومنا هذا . وإليك فيما يأتي تفنيد هذه المزعمة بأدلة ثلاثة .
١ ـ المحاسبة العقلية .
٢ ـ الرجوع إلى نفس القرآن .
٣ ـ معاجز الرسل في الحديث والتاريخ .
* * *
إنّ القرآن الكريم وصف الرسول الأعظم بأنّه خاتم الأنبياء ، وأنّ رسالته خاتمة الرسالات ، وكتابه خاتم الكتب (٢) .
وأخبر عن وقوع معاجز على أيدي الرسل والأنبياء ، فنقل في شأن موسى قوله : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) (٣) .
كما تحدّث عن المسيح ودعوته ، وبيّناته فقال : ( وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ، أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ، فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (٤) .
وفي ضوء هذا ، هل يصحّ للقرآن الكريم أن يخبر بهذه المعاجز للأنبياء ، ويصف محمداً بأنّه خاتمهم وآخرهم ، وأفضلهم ، ثم لا يكون له معجزة ؟ وإذا طلبوا منه إظهار الإعجاز ، يتهرب أو يسكت ، أو يقول ليس لي معجزة ؟ .
__________________
(١) ميزان الحق ، ص ٢٧٧ . وقد كتبه حول حياة الرسول .
(٢) لاحظ مفاهيم القرآن ، ج ٣ ، ص ١١٨ ـ ١٨٠ .
(٣) سورة الإسراء : الآية ١٠١ .
(٤) سورة آل عمران : الآية ٤٩ .