موسى ، ونزّل عليّاً مكان هارون ، وهو صحيح متفق عليه بين الأُمّة ، لم يشكّ أحد في صحّة سنده ، ولا سنح في خاطر كاتب أن يناقش في صدوره ، وحسبُك أنّه أخرجه البخاري في صحيحه ، في غزوة تبوك (١) ، ومسلم في صحيحه في باب فضائل عليّ عليه السلام (٢) ، وابن ماجه في سُنَنه في باب فضائل أصحاب النبي (٣) ، والحاكم في مستدركه ، في مناقب عليّ عليه السلام (٤) وإمام الحنابلة في مسنده بطرق كثيرة (٥) ، وأمّا الشيعة فقد أصفقوا على نقله في مجامعهم الحديثية (٦) .
ودلالة الحديث على الخاتمية واضحة ، كدلالته على خلافة علي ( عليه السلام ) للنبي صلى الله عليه وآله بعد رحلته .
٢ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّ مَثَلي وَمَثَل الأنبياء من قبل ، كمثَلَ رجل بنى بيتاً ، فأحسنه وأجمله ، إلّا موضع لَبِنَةٍ من زاوية ، فجعل الناسَ يطوفون به ويعجبون له ، ويقولون : هلّا وضعت هذه اللَّبنة . قال : « فأنا اللَّبنة ، وأنا خاتم النبيين » (٧) .
٣ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لي خمسة أسماء : أنا محمد ؛ وأحمدُ ؛ أنا الماحي ، يمحو الله بي الكفر ؛ وأنا الحاشر ، يُحشر الناس على
__________________
(١) صحيح البخاري ، ج ٣ ، ص ٥٨ .
(٢) صحيح مسلم ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ .
(٣) سنن ابن ماجه ، ج ١ ، ص ٢٨ .
(٤) مستدرك الحاكم ، ج ٣ ، ص ١٠٩ .
(٥) مسند أحمد ، ج ١ ، ص ٣٣١ ، وج ٢ ، ص ٣٦٩ ، ٤٣٧ .
(٦) لاحظ أمالي الصدوق ، ص ٢٩ . ومعاني الأخبار ، ص ٧٤ . وكنز الفوائد ص ٢٨٢ . والخرائج والجرائح ص ٧٥ . ومناقب ابن شهر آشوب ، ج ١ ، ص ٢٢٢ . وكشف الغُمَّة ، ج ١ ، ص ٤٤ . وبحار الأنوار ، ج ٣٧ ، الباب ٥٣ ص ٢٥٤ ـ ٢٨٩ .
(٧) صحيح البخاري ، ج ٤ ، ص ٢٢٦ . ومسند أحمد ، ج ٢ ، ص ٣٩٨ و ٤١٢ . ولاحظ الدر المنثور للسيوطي ، ج ٥ ، ص ٢٠٤ . وللحديث صور مختلفة تشترك كلها في إثبات الخاتمية للنبي قال رسول الله : « فأنا موضع تلك اللبنة ، فجئت فَخَتَمْتُ الأنبياء » . لاحظ التاج ، ج ٣ ، ص ٢٢ ، نقلاً عن البخاري ومسلم والترمذي .