تطوير
علم الكلام أو رصد الحركات الإلحادية الحمد لله الذي هو الأول لا شيء قبله
، والآخر لا غاية له ، لا تقع الأوهام له على صفة ، ولا تقعد القلوب منه على كيفيّة ، ولا تناله التجزئة والتبعيض ، ولا تحيط به الأبصار والقلوب . والصلاة والسلام على من أرسله على حين فترة من الرسل ، وطول هَجْعةٍ من الأُمم ، واعتزام من الفتن ، وانتشار من الأُمور ، والدنيا كاسفة النور ، ظاهرة الغرور ، محمد الخاتم لما سبق ، والفاتح لمن غلق ، والمعلن الحق بالحق (١) . وعلى أهل بيته مصابيح الظلم ، وعصم الأُمم ومنار الدين الواضحة ، ومثاقيل الفضل الراجحة ، صلاة تكون إزاءً لفضلهم ، ومكافئة لعملهم ، وكفاءً لطيب فرعهم وأصلهم ، ما أنار فجر ساطع ، وأضاء نجم طالع . أما بعد : فقد أُسس علم الكلام في القرون الإِسلامية
الأُولى ولم يكن تأسيسه وتدوينه إلا ضرورة دعت إليها حاجة المسلمين إلى صيانة دينهم وعقيدتهم وشريعتهم . وأول مسألة طرحت على بساط البحث بين المسلمين هي حكم مرتكب الكبيرة التي اختلف فيها المسلمون إلى أقوال ، فمن قائل بأنه كافر ، __________________ (١) اقتباس من خطب الإمام أمير المؤمنين في نهج
البلاغة ، لاحظ الخطبة ٦٩ و ٨١ و ٨٥ .تصدير بقلم المحاضر